للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال العوفي (٥٤): عن ابن عباس في قوله: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ الآية، قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة، فأمرهم الله بالزينة، والزينة: اللباس وهو ما يواري السوأة، وما سوى ذلك من جيد البزِّ والمتاع، فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد.

وكذا قال مجاهد وعطاء وإبراهيم النَّخعيُّ وسعيد بن جبير وقتادة والسدي والضَّحَّاك [ومالك، عن الزُّهريّ] [١] وغير واحد من أئمة السلف في تفسيرها: إنَّها نزلت [٢] في طواف المشركين بالبيت عراة.

وقد روى الحافظ ابن مردويه (٥٥): من حديث سعيد بن بشير والأوزاعي، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا: أنَّها أنزلت في الصَّلاة في النعال. ولكن في صحته نظر، والله أعلم.

ولهذه الآية وما ورد في معناها من السنة: يستحب التجمل عند الصَّلاة، ولاسيما يوم الجمعة ويوم العيد، والطيب؛ لأنَّه من الزينة، والسواك؛ لأنَّه من تمام ذلك، ومن أفضل اللباس [٣] البياض؛ كما قال الإِمام أحمد (٥٦):


(٥٤) - أخرجه ابن جرير (١٢/ ١٤٥٠٨) وابن أبي حاتم (٥/ ٨٣٧٧) وابن مردويه كما في "الدر المنثور" (٣/ ١٤٥).
(٥٥) - إسناده ضعيف جدًا وعزاه لابن مردويه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ١٤٦) - وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (٣/ ١٤٢، ١٤٣) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٩٥) - وابن حبان في "المجروحين" (٢/ ١٧٢) وتمام في "فوائده" (٥/ ١٣٣٩ - الروض البسام" والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص ٨٨) والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" (١/ رقم ٦١٨) وفي "الجامع لأخلاق الراوى" (١/ ٦١٤) من طريق عبادة بن جويرية عن الأوزاعي به، قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح ولا يعرف إلَّا بعباد بن جويرية ولا يتابع عليه، قال أحمد - وعنه قاله البُخاريّ - كما في "اللسان" لابن حجر (٣/ ٢٧٧) و "الكامل" لابن عدي (٤/ ١٦٥٠) -: كذاب" وقد تعقبه السيوطي في "اللآلى المصنوعة" (٢/ ١٧) وتابعه ابن عَراق في "تنزيه الشريعة" (٢/ ١٠١): بأن (عَباد بن جُويرية) لم ينفرد بروايته عن الأوزاعي بل تابعه (يَحْيَى بن عبد الله الدّمشقيُّ) أخرج هذه المتابعة الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٤/ ٢٨٧) وابن عساكر في "تاريخ دمشق (١٨/ ١٥٠/ مخطوط) من طريق يعقوب بن إسحاق الدعاء ثنا يَحْيَى بن عبد الله الدّمشقيُّ به، ويعقوب ذكره الخطيب، وشيخه ذكره ابن عساكر ولم يحكيا فيهما جرحًا ولا تعديلًا، لكن ذكر السيوطي وابن عراق له شواهد لا يصلح معها الحكم عليه بالوضع، وقال الشوكانى في "الفوائد المجموعة" (ص ٢٤) - "وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الثابتة عن أكثر من ثلاثين صحابيًّا في الصَّلاة في النِّعال ما لا يحتاج معه إلى أحاديث الكذابين" وبالله التوفيق.
(٥٦) - إسناده جيد "المسند" (١/ ٢٤٧) وأخرجه أيضاً (١/ ٢٣١، ٢٧٤، ٣٢٨، ٣٥٥، ٣٦٣) =