يقول تعالى مخبرًا: أنه مالك الضر والنفع، وأنه المتصرف في خلقه بما يشاء، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، كما قال تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾ الآية [٢]. وفي الصحيح (١٨): أن رسول الله ﷺ كان يقول: "اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد"؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ أي: هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه، وعظمته وعلوه وقدرته - الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه، وتحت قهره وحكمه.
(١٨) - أخرجه البخاري، كتاب: الأذان، باب: الذكر بعد الصلاة رقم (٨٤٤)، ومسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته رقم ١٣٧، ١٣٨ - (٥٩٣)، وأبو داود، كتاب: الصلاة،، باب: ما يقول الرجل إذا سلم (١٥٠٥)، والنسائي كتاب: السهو، باب: نوع من القول عند انقضاء الصلاة (٣/ ٧٠، ٧١)، وأحمد (٤/ ٢٤٥، ٢٤٧، ومواضع أخر) من حديث المغيرة بن شعبة.