للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنكال، والعقوبة في الدنيا مع ما ادخر لهم من العذاب الأليم في الآخرة، وكيف نجى رسله وعباده المؤمنين.

﴿قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٢) وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦)

يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض ومن فيهن، وأنه قد كتب على نفسه المقدسة الرحمة، كما ثبت في الصحيحين (١٤): من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال النبي : "إن الله لما خلق الخلق كتب كتابًا عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي".

وقوله: ﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ هذه اللام هي الموطئة للقسم، فأقسم


(١٤) - كذا عزاه المصنف للصحيحين من هذا الطريق، وإنما أخرجه البخاري، ك: التوحيد، ب: قول الله تعالى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ وأحمد (٢/ ٣٩٧، ٤٦٦) والنسائي فى "الكبرى" (٤/ ٧٧٥١) - دون مسلم - من طرق ثلاثة عن الأعمش به، وأخرجه مسلم، كتاب: التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى … (١٤: ١٦) (٢٧٥١) من طريق أبي الزناد عن الأعرج، ومن طريق الحارث بن عبد الرحمن عن عطاء بن ميناء كلاهما (الأعرج وعطاء) عن أبي هريرة به نحوه [وانظر "تحفة الأشراف" (٩/ ٣٤٦: ٣٨٤)، وأخرجه البخاري (٣١٩٤، ٧٤٢٢، ٧٤٥٣) وأحمد (٢/ ٢٤٢، ٢٥٧، ٢٥٩، ٣٥٨)، والنسائي في "الكبرى" (٤/ ٧٧٥٠) من طريق أبي الزناد عن الأعرج به. وأخرجه البخاري أيضًا (٧٤٥٣، ٧٤٥٤) وأحمد (٣/ ٣١٢، ٣٨١، ٤٣٣)، والترمذي (٣٥٣٧ - ط دعاس). وابن ماجه (١٨٩، ٤٢٩٥) من طرق عن أبي هريرة به نحوه. وانظر ما يأتي برقم (٦٠: ٦٨).