يقول تعالى لرسوله ﷺ: ﴿قل﴾ يا محمد ﴿لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك﴾ أي: يا أيها الإِنسان ﴿كثرة الخبيث﴾ يعني: أن القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام الضار، كما جاء في الحديث:"ما قل وكفى خير مما كثر وألهى".
وقال أبو القاسم البغوي في معجمه (٧٧١): حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا الحوطي، حدثنا محمد بن شعيب، حدثنا معان بن رفاعة، عن أبي عبد الملك على بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة: أنه أخبره عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه [][١] أن يرزقني مالًا. فقال النبي ﷺ:"قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه".
﴿فاتقوا اللَّه يا أولي الألباب﴾ أي: يا ذوي العقول الصحيحة المستقيمة، وتجنبوا الحرام ودعوه، واقنعوا [٢] بالحلال واكتفوا به ﴿لعلكم تفلحون﴾ أي: في الدنيا والآخرة.
ثم قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾ هذا تأديب من اللَّه تعالى لعباده المؤمنين، ونهي لهم عن أن يسألوا [عن أشياء مما][٣] لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها؛ لأنها إن أظهرت [٤] لهم تلك الأمور ربما ساءتهم وشق عليهم
(٧٧١) - رواه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٦٠) (٧٨٧٣) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣/ ٢٧١، ٢٧٢) (١٣٧٥) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٢٥٣) مختصرًا. كلهم من طريق معان بين رفاعة السلامي به. وإسناده ضعيف فإن معان بن رفاعة قال الحافظ في "التقريب": بين الحديث كثير الإرسال. وعلي بن يزيد الألهاني متروك، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال الدارقطني: متروك، انظر ترجمته في الميزان (٤/ ٨١) والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٣٤، ٣٥) وقال: رواه الطبراني وفيه على بن يزيد الألهاني وهو متروك. والحديث ذكره ابن حجر في الإصابة (٢/ ١٩) فى ترجمة ثعلبة بن حاطب أو ابن أبي حاطب الأنصاري فقال: "روى الباوردي وابن السكن، وابن شاهين وغيرهم … من طريق معان بن رفاعة عن على بن يزيد عن القاسم فذكر الحديث ثم قال: وفي كون صاحب هذه القصة - إن صح الخبر ولا أظنه يصح - هو البدري المذكور قبله نظر، وقد تأكدت المغايرة بينهما لقول ابن الكلبي: إن البدري استشهد بأحد".