للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم: "اقطعوا يدها". [فقالوا: نحن نفديها بخمسمائة دينار فقال: "اقطعوا يدها". قال] [١]: فقطعت يدها اليمنى فقالت المرأة: هل لي من توبة يا رسول اللَّه؟ قال: "نعم، أنت اليوم من خطيئك كيوم ولدتك أمك". فأنزل اللَّه في سورة المائدة ﴿فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن اللَّه يتوب عليه إن اللَّه غفور رحيم﴾.

وهذه المرأة هي المخزومية التي سرقت، وحديثها ثابت فى الصحيحين (٤٤٥) من رواية الزهري، [عن عروة] [٢]، عن عائشة: أن قريشًا أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي في غزوة الفتح، فقالوا: من يكلم فيها رسول اللَّه ؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول اللَّه . فأتي بها رسول اللَّه ، فكلمه فيها أسامة بن زيد، فتلون وجه رسول اللَّه فقال: "أتشفع في حدٍّ من حدود اللَّه ﷿ ". فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول اللَّه. فلما كان العشي قام رسول اللَّه فاختطب، فأثنى على اللَّه بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد، فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ، وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها لا. ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها. قالت عائشة: فحسنت توبتها بعد وتزوّجت، وكانت تأتي بعد ذلك، فأرفع حاجتها إلى رسول اللَّه . وهذا لفظ مسلم، وفي لفظ له عن عائشة قالت: كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده، فأمر النبي بقطع يدها.

وعن ابن عمر قال: كانت امرأة مخزومية تستعير متاعًا على ألسنة جاراتها وتجحده، فأمر رسول اللَّه بقطع يدها. رواه الإِمام أحمد، وأبو داود، والنسائي وهذا لفظه، وفي لفظ له: أن امرأة كانت تستعير الحلي للناس، ثم تمسكه، فقال رسول اللَّه : " [لتتب هذه المرأة إلى اللَّه وإلى رسوله وتردّ ما تأخذ على القوم".


(٤٤٥) - رواه البخارى فى صحيحه كتاب الحدود، باب: كراهية الشفاعة فى الحد إذا رفع إلى السلطان، حديث (٦٧٨٨) وأطرافه في (٢٦٤٨)، (٣٤٧٥)، (٣٧٣٢)، (٣٧٣٣)، (٤٣٠٤)، (٦٧٨٧)، (٦٧٨٨)، (٦٨٠٠)، ومسلم فى كتاب الحدود، باب قطع السارق الشريف وغيره، والنهى عن الشفاعة فى الحدود حديث (١٦٨٨) من طرق عن الزهرى عن عروة به، والروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة المعنى، واللفظ الذى ذكره المصنف لفظ مسلم برقم (٩/ ١٦٨٨)، واللفظ الثانى الذى ذكره الحافظ ابن كثير عند مسلم برقم (١٠/ ١٦٨٨).