قلت: وليس هو على شرط مسلم، فإنه اختلف فيه عن الدراوردى، فرواه جماعة عن الدراوردى متصلًا وتابعه على وصله سيف بن محمد عند الدارقطنى (٣/ ١٠٣) وهو كذاب كما فى "التقريب" ورواه سريج بن يونس وسعيد بن منصور - كما في علل الدارقطنى (١٠/ ٦٦) - وعلى بن المدينى كما فى سنن البيهقى (٨/ ٢٧١) عن الدراوردى مرسلًا لم يذكروا فيه أبا هريرة، وهو الصواب، فإن المرسل رواه عبد الرزاق فى مصنفه (٧/ ٣٨٩) (١٣٥٨٣) عن ابن جريج وسفيان الثورى. وأبو داود فى مراسيله. والدارقطني (٣/ ١٠٣)، والطحاوى (٣/ ١٦٨) والبيهقى (٨/ ٢٧١) عن سفيان الثورى، والطحاوى عن ابن جريج، وأبو عبيد فى غريب الحديث (١/ ٣٤٩) عن إسماعيل بن جعفر، والطحاوى والبيهقى عن ابن إسحاق، أربعتهم (سفيان، وابن جريج، وإسماعيل، وابن إسحاق) عن يزيد بن خصيفة به مرسلًا. ورجح ابن خزيمة وابن المدينى - كما فى التلخيص الحبير (٤/ ٧٤) والدارقطني فى العلل (١٠/ ٦٧) وغير واحد -: إرساله، قال ابن حجر: وصحح ابن القطان الوصول. والحديث ضعفه الألبانى فى الإرواء (٢٤٣١)، وانظر نصب الراية (٣/ ٣٧١) وللحديث شاهد من رواية حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة عن أبي المنذر مولى أبى ذر عن أبى أمية المخزومى أن رسول اللَّه ﷺ أتى بلص اعترف اعترافًا ولم يوجد معه متاع، فقال له رسول اللَّه ﷺ: "ما إخالك سرقت؟ " قال: بلى قال: "فاذهبوا به فاقطعوه ثم جيئوا به" فقطعوه ثم جاءوا به. فقال له: "قل: أستغفر اللَّه وأتوب إليه". فقال: أستغفر اللَّه وأتوب إليه. قال: "اللهم تب عليه". أخرجه أحمد (٥/ ٢٩٣)، وأبو داود فى الحدود، باب فى التلقين فى الحد، حديث (٤٣٨٠)، والنسائى فى قطع السارق، باب تلقين السارق (٨/ ٦٧)، وابن ماجه فى الحدود، باب تلقين السارق حديث (٢٥٩٧) والدارمى (٢٣٠٨)، والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ١٦٨ - ١٦٩)، والبيهقي (٨/ ٢٧٦) من طرق عن حماد بن سلمة به. وإسناده ضعيف لجهالة أبى المنذر مولى أبى ذر؛ قال الخطابى - كما فى التلخيص الحبير (٤/ ٧٤) - فى إسناده مقال، قال: والحديث إذا رواه مجهول لم يكن حجة، ولم يجب الحكم به. والحديث ضعفه أيضًا الألبانى فى إرواء الغليل (٢٤٤٦).