للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتي بسارق قد سرق شملة، فقال: "ما إخاله سرق؟ " فقال السارق: بلى يا رسول اللَّه. قال: "اذهبوا به فاقطعوه ثم احسموه ثم ائتوني به". فقطع فأتى به، فقال: "تب إلى اللَّه". فقال: تبت إلى اللَّه. فقال: "تاب اللَّه عليك" (٤٤١).

وقد روي من وجه آخر مرسلًا، ورجح إرساله على بن المدني [١] وابن خزيمة رحمهما اللَّه.


(٤٤١) - رواه الدارقطنى فى سننه (٣/ ١٠٢) ومن طريقه البيهقى فى سننه (٨/ ٢٧١) ورواه البزار فى مسنده كما فى كشف الأستار (١٥٦٠)، والطحاوى فى شرح معانى الآثار (٣/ ١٦٨) والحاكم فى المستدرك (٤/ ٣٨١)، والبيهقى (٨/ ٢٧٥ - ٢٧٦) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى به موصولًا، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبى
قلت: وليس هو على شرط مسلم، فإنه اختلف فيه عن الدراوردى، فرواه جماعة عن الدراوردى متصلًا وتابعه على وصله سيف بن محمد عند الدارقطنى (٣/ ١٠٣) وهو كذاب كما فى "التقريب" ورواه سريج بن يونس وسعيد بن منصور - كما في علل الدارقطنى (١٠/ ٦٦) - وعلى بن المدينى كما فى سنن البيهقى (٨/ ٢٧١) عن الدراوردى مرسلًا لم يذكروا فيه أبا هريرة، وهو الصواب، فإن المرسل رواه عبد الرزاق فى مصنفه (٧/ ٣٨٩) (١٣٥٨٣) عن ابن جريج وسفيان الثورى. وأبو داود فى مراسيله. والدارقطني (٣/ ١٠٣)، والطحاوى (٣/ ١٦٨) والبيهقى (٨/ ٢٧١) عن سفيان الثورى، والطحاوى عن ابن جريج، وأبو عبيد فى غريب الحديث (١/ ٣٤٩) عن إسماعيل بن جعفر، والطحاوى والبيهقى عن ابن إسحاق، أربعتهم (سفيان، وابن جريج، وإسماعيل، وابن إسحاق) عن يزيد بن خصيفة به مرسلًا. ورجح ابن خزيمة وابن المدينى - كما فى التلخيص الحبير (٤/ ٧٤) والدارقطني فى العلل (١٠/ ٦٧) وغير واحد -: إرساله، قال ابن حجر: وصحح ابن القطان الوصول. والحديث ضعفه الألبانى فى الإرواء (٢٤٣١)، وانظر نصب الراية (٣/ ٣٧١) وللحديث شاهد من رواية حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة عن أبي المنذر مولى أبى ذر عن أبى أمية المخزومى أن رسول اللَّه أتى بلص اعترف اعترافًا ولم يوجد معه متاع، فقال له رسول اللَّه : "ما إخالك سرقت؟ " قال: بلى قال: "فاذهبوا به فاقطعوه ثم جيئوا به" فقطعوه ثم جاءوا به.
فقال له: "قل: أستغفر اللَّه وأتوب إليه". فقال: أستغفر اللَّه وأتوب إليه. قال: "اللهم تب عليه".
أخرجه أحمد (٥/ ٢٩٣)، وأبو داود فى الحدود، باب فى التلقين فى الحد، حديث (٤٣٨٠)، والنسائى فى قطع السارق، باب تلقين السارق (٨/ ٦٧)، وابن ماجه فى الحدود، باب تلقين السارق حديث (٢٥٩٧) والدارمى (٢٣٠٨)، والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ١٦٨ - ١٦٩)، والبيهقي (٨/ ٢٧٦) من طرق عن حماد بن سلمة به.
وإسناده ضعيف لجهالة أبى المنذر مولى أبى ذر؛ قال الخطابى - كما فى التلخيص الحبير (٤/ ٧٤) - فى إسناده مقال، قال: والحديث إذا رواه مجهول لم يكن حجة، ولم يجب الحكم به. والحديث ضعفه أيضًا الألبانى فى إرواء الغليل (٢٤٤٦).