للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نزل منزلًا، وتفرق الناس في العضاة يستظلون تحتها، وعلق النبي ، سلاحه بشجرة، فجاء أعرابي إِلى سيف رسول الله فأخذه فسله، ثم أقبل فى النبي فقال: من يمنعك مني؟ قال: "الله ﷿". قال الأعرابي مرتين أو ثلاثًا: من يمنعك منى؟ والنبي يقول: "الله". قال: فشام الأعرابي السيف، فدعا النبى أصحابه فأخبرهم خبر الأعرابي، وهو جالس إِلى جنبه ولم يعاقبه.

وقال معمر: كان قتادة يذكر نحو هذا، ويذكر أن قومًا من العرب أرادوا أن يفتكوا برسول الله ، فأرسلوا هذا الأعرابي، وتأول ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ﴾ الآية.

وقصة هذا الأعرابي - وهو غورث بن الحارث - ثابتة في الصحيح.

وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ﴾ وذلك أن قومًا من اليهود صنعوا لرسول الله ولأصحابه طعامًا ليقتلوهم [١]، فأوحى الله تعالى إِليه بشأنهم، فلم يأت الطعام، وأمر أصحابه فلم يأتوه. رواه ابن أبي حاتم (٢٥٩).

وقال أبو مالك: نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه، حين أرادوا أن يغدروا بمحمد وأصحابه في دار كعب بن الأشرف. رواه ابن أبي حاتم.

وذكر محمد بن إِسحاق بن يسار، ومجاهد وعكرمة، وغير واحد - أنها نزلت في شأن بني النضير، حين أرادوا أن يلقوا على رأس رسول الله الرحى، لما جاءهم يستعينهم في دية العامريين، ووكلوا عمرو بن جَحَّاش بن كعب بذلك، وأمروه إِن جلس النبي تحت الجدار، واجتمعوا عنده أن يلقى تلك الرحى من فوقه، فأطلع الله النبي على ما تمالئوا عليه، فرجع إِلي المدينة، وتبعه أصحابه، فأنزل الله في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا


= بنى المصطلق من خزاعة، حديث (٤١٣٩)، ومسلم كتاب الفضائل، باب توكله على الله تعالى، وعصمة الله تعالى له من الناس، الحديث (١٣/ ٨٤٣) وللحديث طرق أخرى عن جابر فى الصحيحين وغيرهما.
(٢٥٩) - رواه أيضًا ابن جرير الطبرى (١٠/ ١٠٥) (١١٥٦٤) من طريق عطية عن ابن عباس، والعوفى ضعيف. والأثر ذكره السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٤٧١) وعزاه إلى ابن أبى حاتم وابن جرير الطبرى.