للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله؛ هذا نصرته مظلومًا، فكيف أنصره إِذا كان ظالمًا؟ قال: ["تحجزه و [١] تمنعه فإن ذلك نصره".

انفرد به البخاري من حديث هشيم به نحوه، وأخرجاه من طريق ثابت عن أنس قال: قال رسول الله : "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا". قيل: يا رسول الله، هذا نصرته مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًا؟ قال] [٢]: "تمنعه من الظلم، فذاك نصرك إِياه".

وقال الإمام أحمد (٣٤): حدثنا يزيد، حدثنا سفيان بن سعيد، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن رجل من أصحاب النبي ، عن النبي قال: "المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرًا من الذي لا يخالط الناس [٣]، ولا يصبر على أذاهم".

وقد رواه أحمد أيضًا (٣٥) في مسند عبد الله بن عمر، حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن شيخ من أصحاب النبي أنه -[أي النبي ] [٤]- قال: "المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالطهم، ولا يصبر على أذاهم".


(٣٤) - أخرجه أحمد (٥/ ٣٦٥)، ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين. وقد تابع شعبةُ عليه سفيانَ بن سعيد، وانظر الذي بعده.
(٣٥) - أخرجه أحمد (٢/ ٤٣)، وأخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة الحديث (٢٥٠٧) قال: حدثنا أبو مومى محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة … فذكره بلفظ: "المسلم إذا كان يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".
قال الإمام أحمد: وأراه ابن عمر، قال حجاج: قال شعبة: قال سليمان - يعني الأعمش -: وهو ابن عمر. اهـ.
وقال الترمذي: "قال أبو موسى: قال ابن أبي عدي: كان شعبة رى أنه ابن عمر. اهـ.
ورواه البخاري في الأدب الفرد (٣٨٨) قال حدثنا آدم عن شعبة فذكره كما في المسند. والحديث إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين وجهالة الصحابي لا تضر، وقد ذكره أحمد وشعبة والأعمش أنه ابن عمر. وقد جاء مصرحًا به فى رواية أخرى أخرجها ابن ماجة كتاب الفتن، باب: الصبر على البلاء، الحديث (٤٠٣٢) قال: حدثنا على بن ميمون الرَّقي ثنا عبد الواحد بن صالح ثنا إسحاق بن يوسف عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر مرفوعًا وفيه "أعظم أجرًا" بدل "خير من" وقد حسن الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١٠/ ٥١٢) إسناده، لكن قال الألباني في الصحيحة (٢/ ٦٥٢): =