ورواه مالك فى "الموطأ"، كتاب: العتق والولاء، باب: ما يجوز من العتق فى الرقاب (٢/ ٥٩٥) - ومن طريقه البيهقى فى "السنن الكبرى" (٧/ ٣٨٨) - ورواه البيهقى أيضًا (١٠/ ٥٧) من طريق يونس ابن يزيد، كلاهما (مالك ويونس) عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن رجلًا من الأنصار أتى النبى ﷺ بوليدة سوداء … قال البيهقى: "وهذا مرسل"، وقال أبو عمر بن عبد البر فى "التمهيد" (٩/ ١١٤، ١١٥)، "وهذا الحديث، وإن كان ظاهره الانقطاع فى رواية مالك - ويونس - فإنه محمول على الاتصال للقاء عبيد الله جماعة من الصحابة". وتعقبه الزرقانى فى شرحه على "الموطأ" (٤/ ٨٥) فقال: "فيه نظر، إذ لو كان كذلك ما وجد مرسل قط، إذ المرسل ما رفعه التابعى - وهو من لقى الصحابى - قال: ومثل هذا لا يخفى على أبى عمر، فلعله أراد لقاء عبيد الله جماعة من الصحابة الذين رووا هذا الحديث" ويؤيد ذلك رواية "معمر" فظاهرها الاتصال حيث قال فيها: "عن رجل من الأنصار". وصحح إسناده من هذا الوجه المصنف، حيث إن جهالة الصحابى لا تضر، وذكره الهيثمى فى "المجمع" (١/ ٢٨) وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح"، وأشار له الحافظ ابن حجر فى "التلخيص الحبير" (٣/ ٢٥٠) وقال: "وهذه الرواية تدل على استحباب امتحان الكافر عند إسلامه بالإقرار بالبعث كما قال الشافعى". وذكره السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣٤٥) وعزاه إلى عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد.