للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاجعلوا [١] حكمهم كحكمهم، وهذا قول السدي وابن زيد وابن جرير.

وقد روى ابن أبي حاتم (٦٦٥): حدَّثنا أبي، حدَّثنا أبو سلمة، حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن على بن زيد بن جدعان، عن الحسن، أن سراقة بن مالك المدلجي حدثهم، قال: لما ظهر النبي، ، على أهل بدر وأحد، وأسلم من حولهم، قال سراقة: بلغني أنَّه يريد أن يبعث خالد ابن الوليد إلى قومي بني مدلج، فأتيته، فقلت: أنشدك النعمة، فقالوا: صه. فقال النبي، : "دعوه، مما تريد؟ " قال: بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي، وأنا أريد أن توادعهم؛ فإن أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الإِسلام، وإن لم يسلموا لم تخشن [٢] قلوب [٣] قومك عليهم. فأخذ رسول الله، ، بيد خالد بن الوليد، فقال: "اذهب معه فافعل ما يريد". فصالحهم خالد على أن لا يعينوا على رسول الله، ، وإن أسلمت قريش أسلموا معهم، فأنزل الله: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾.

ورواه ابن مردويه من طريق حمَّاد بن سلمة، وقال: فأنزل الله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾. فكان من وصل إليهم كانوا معهم على عهدهم، وهذا أنسب لسياق الكلام.

وفى صحيح البخاري (٦٦٦)، فى قصة صلح الحديبية، فكان من أحب أن يدخل في صلح قريش وعهدهم، ومن أحب أن يدخل في صلح محمد، ، وأصحابه وعهدهم.


(٦٦٥) - تفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٥٧٥٠)، ورواه ابن أبي شيبة فى "المصنف" (٨/ ٤٥٨) ثنا أسود بن عامر ثنا حمَّاد بن سلمة به ورواه ابن مردويه - كما قال المصنف هنا - من حديث حمَّاد بن سلمة به، وأشار إلى هذه الرواية الحافظ فى "الفتح" (٧/ ٢٤٢)، وزاد عزوه السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣٤٢) إلى أبي نعيم فى "الدلائل" ولم أجده من هذا الوجه عنده. والخبر إسناده ضعيف، لضعف ابن جدعان، وعنعنة الحسن، وفى "جامع التحصيل" للعلائى (ص ١٦٣): "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مثل أبي سمع الحسن من سراقة؟ قال: لا، هذا على بن زيد - هو ابن جدعان يعنى يرويه - كأنه لم يقنع به. وقال ابن المدينى: هو إسناد ينبو عنه القلب أن يكون الحسن سمع من سراقة، إلا إن عنى حدثهم حدث الناس فهذا أشبه".
(٦٦٦) - صحيح البخارى، كتاب: الشروط، باب: الشروط فى الجهاد (٢٧٣١، ٢٧٣٢).