كان قبلنا أخذها الطلق، فأمرت أجيرها أن يأتيها بنار، فخرج فإذا هو برجل واقف على الباب، فقال: ما ولدت المرأة؟ فقال: جارية. فقال: أما إنَّها [١] ستزني بمائة رجل ثم يتزوّجها أجيرها ويكون موتها بالعنكبوت. قال فكرّ راجعًا فبعج بطن [٢] الجارية بسكين [][٣] فشقه، ثم ذهب هاربًا وظنّ أنَّها قد ماتت، فخاطت أمّها بطنها فبرئت وشبت وترعرعت ونشأت أحسن امرأة ببلدتها، فذهب ذاك الأجير [٤] ما ذهب ودخل البحور فاقتنى أموالاً جزيلة، ثم رجع إلى بلده وأراد التزويج فقال لعجوز: أريد أن أتزوّج بأحسن امرأة بهذه البلدة. فقالت له [٥]: ليس ها هنا [٦] أحسن من فلانة. فقال: اخطبيها على. فذهبت إليها، فأجابت فدخل بها، فأعجبته إعجابا شديدًا، فسألته من أمره ومن أين مقدمه فأخبرها خبره وما كان من أمره في هربه [٧]، فقالت: أنا هي. وأرته مكان السكين. فتحقق ذلك، فقال: لئن كنت إياها فلقد أخبرتني [٨] باثنتين لابد منهما؛ إحداهما أنك قد زنيت بمائة رجل. فقالت: لقد كان شيء من ذلك ولكن لا أدري ما عددهم. فقال: هم مائة، والثانية [٩] أنك تموتين بالعنكبوت. فاتخذ لها قصرًا منيعًا شاهقًا ليحرزها من ذلك، فبينما هم يوماً إذا [١٠] بالعنكبوت في السقف، فأراها إياها، فقالت: أهذه التى تحذرها على، والله لا يقتلها إلَّا أنا. فأنزلوها من السقف فعمدت إليها فوطئتها [١١] بإبهام رجلها فقتلتها [١٢]، فطار [١٣] من سمها شيء فوقع بن ظفرها ولحمها فاسودّت [١٤] رجلها، وكان [١٥] في ذلك أجلها فماتت [١٦].
= على بن سهل قال: حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٥٦٤٠) ثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، كلاهما (مؤمل، وأبو سعيد) ثنا عيسى بن حميد الراسبي أبو همام - تصحفت كنيته في "الحلية" إلى أبي حازم - ثنا كثير أبو الفضل الكوفيِّ عن مجاهد به، وكثير مترجم في "التهذيب" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، غير أنَّه روى عنه جمع من الثقات، وعيسى بن حميد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ٢٧٤) ولم ينقل فيه جرحاً ولا تعديلاً.