للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد روى ابن مردويه (٥٤)، من طريق حجاج بن أرطاة، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمر بن الخطاب قال: خطبنا [١] رسول الله فقال: "أنكحوا الأيامى" -ثلاثًا- فقام إليه رجل، فقال: يا رسول الله! فما العلائق بينهم؟ قال: "ما تراضى [٢] عليه أهلوهم". ابن البيلماني ضعيف، ثم فيه انقطاع أيضًا.

﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٥) وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيهِمْ أَمْوَالهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيهِمْ أَمْوَالهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (٦)

ينهى [سبحانه و] [٣] تعالى عن تمكين السفهاء من التصرف في الأموال التي جعلها الله للناس قيامًا، أي: تقوم بها معايشهم من التجارات وغيرها.

ومن هاهنا يؤخذ الحجر على السفهاء، وهم أقسام: فتارة يكون الحجر للصغر، فإن الصغير مسلوب العبارة، وتارة يكون الحجر للجنون، وتارة لسوء التصرف؛ لنقص العقل أو الدين،


= ابن البيلماني، عن عمر، عن النبي : عند ابن مردويه -كما سيذكره ابن كثير - والبيهقي (٧/ ٢٣٩) وقال: وليس بمحفوظ).
- ورواه محمَّد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه، واختلف عنه: فرواه صالح بن عبد الجبار عنه عن أبيه عن ابن عباس مرفوعًا (كما عند ابن عدي في الكامل (٦/ ٢١٨٩) والدارقطني في السنن (٣/ ٢٤٤) والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٣٩).
ورواه محمَّد بن الحارث البصري عنه عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا (كما عند ابن عدي في الكامل (٦/ ٢١٨٨) والبيهقي (٧/ ٢٣٩). قال ابن عدي: وهذه الأحاديث مع غيرها التي يرويها ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر وابن عباس وكل ما روي عن ابن البيلماني: فالبلاء فيه من ابن البيلماني. وإذا روى عن ابن البيلماني محمَّد بن الحارث هذا فجميعًا ضعيفان، والضعف على حديثهما بيِّنٌ.
وقال ابن حجر: إسناده ضعيفٌ جدًّا. وحكى عبد الحق أن المرسل أصح.
(٥٤) انظر الحديث السابق.