للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"إنّ اللَّه ليربي لأحدكم التمرة واللقمة، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى يكون مثل أحد". تفرد به أحمد من هذا الوجه.

وقال البزار (١٧٠١): حدثنا يحيى بن المعلى بن منصور، حدثنا إسماعيل، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي، ، وعن الضحاك بن عثمان، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "إن الرجل ليتصدق بالصدقة من الكسب الطيب، ولا يقبل اللَّه إلا الطيب، فيتلقاها [١] الرحمن بيده، فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو وصيفه -أو قال: فصيله-". ثم قال: لا نعلم أحدًا [٢] رواه عن يحيى بن سعيد، عن عمرة إلا أبا [٣] أويس.

وقوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾ أي: لا يحب كفور القلب، أثيم القول والفعل. ولا بد من مناسبة في ختم هذه الآية بهذه الصفة، وهي أن المرابي لا يرضى بما قسم اللَّه له من الحلال، ولا يكتفي بما شرع له من التكسب [٤] المباح، فهو يسعى في أكل أموال الناس بالباطل، بأنواع المكاسب الخبيثة، فهو جحود لما عليه من النعمة، ظلوم آثم بأكل أموال الناس بالباطل.

ثم قال تعالى مادحًا للمؤمنين بربهم، المطيعين أمره، المؤدّين شكره، المحسنين إلى خلقه في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، مخبرًا عما أعد لهم من الكرامة، وأنهم يوم القيامة من التبعات آمنون، فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ


= والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (٣/ ٥١/ رقم /: ١٤١٢). وابن حبان في الإحسان (٨/ ١١١، ١١٢ / رقم: ٣٣١٧). كلهم من حديث عائشة . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في موضعين ولم يذكر فيهما أحمد الأول: في (٣/ ١١١) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح، ولعائشة حديث يأتي بعد هذا". والثاني: في (٣/ ١١٢) وقال: "رواه البزار ورجاله ثقات".
(١٧٠١) - مسند البزار حديث (٩٣١) "كشف الأستار" وقال الحافظ ابن حجر: "أبو أويس ليِّن، وقد ذكر البزار أنه تفرد به".