ويُقالُ: تابَتْ فلانةٌ، وأَلبسَها الشيخُ الخِرْقَةَ، وصارتْ مِن بناتِه، ولم يَقْنَعوا بأَنْ يقولوا: هذا لَعِبٌ وخَطَأ. حتى قالوا: هذا مِن مقاماتِ الرجالِ.
ومرت على هذه السِّنونُ، وبَرَدَ حُكْمُ الكتابِ والسُنَّةِ في القُلوبِ.
قال المصنف: هذا كُلُّهُ كلام ابن عقيلٍ رحمه الله تعالى فلقد كانَ ناقِدًا مجُيدًا مُتَلمِّحًا فقيها (١).
أنشدنا علي بن عبيد الله الزاغوني، قال: أنشدنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، قالا: أَنْشَدَنا أَبو بكرٍ العَنبَرِيُّ لنفسهِ في الصوفيَّةِ:
(١) وفد نقل شيخ الإسلام جملة من كلام ابن عقيل المتقدم ثم قال تعقيبًا عليه: ولابن عقيل من هذا الجنس في تعظيم الشرع وذم من يخالفه من أهل النظر والكلام وأهل الإرادة والعبادة كلام كثير من هذا الجنس كما قد تكلم في ذلك طوائف من أهل العلم والدين لكن من غلب عليه طريق النظر والكلام كان ذمه لمنحرفة العباد أكثر من ذمه لمنحرفة أهل الكلام ومن غلب عليه طريقة أهل الإرادة والعبادة كان ذمه لمنحرفة أهل الكلام والنظر أكثر من ذمه لمنحرفة أهل التصوف ومثل أبي بكر ابن فورك وابن عقيل وأبي بكر الطرطوشي وأبي عبد الله المازري وأبي الفرج ابن الجوزي وإن كانوا يذمون من بدع أهل الكلام والفلسفة ما يذمون فذمهم لما يذمونه من بدع أهل التصوف والتأله أعظم … درء التعارض ٨/ ٦٨.