للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإحرام لم يكن لكَشْفِهِ معنى (١).

ومَن الذي أمَرَهُ ألَّا يُخرِجَ الشَّوكَ مِن رِجلِهِ؟! وأيُّ طاعَةٍ تَقعُ بهذا؟! ولو أنَّ رِجلَهُ انتفَخَتْ بما يَبقَى فِيها مِن الشَّوكِ وتلَفَت كانَ قَد أعانَ على نفسهِ، وهل دلْكُ الرِّجلِ بالأرضِ إلَّا دفعُ بعضِ الشَّوكِ! فهلَّا دفعَ الباقيَ بالإِخراج؟!

وأين التوكُّلُ مِن هِذهِ الأفعالِ الخالِفةِ للعقلِ والشَّرعِ؛ لأنَّهمَا يقتضِيان جلبَ المنافِعِ للنَّفسِ ودفعِ المضارِّ عنهَ! وقد أجازَ الشرعُ لمِن أدرَكَهُ ضَررٌ فِي إحرامهِ أنْ يَخْرِقَ حُرمَةَ الإحرامِ ويَفدِيَ (٢).

• أخبرَنا أبو مَنصورٍ القزَّاز، قال: أخبرنا أبو بكرٍ الخطيبُ، قال: أخبرنا القَاضِي أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسَنِ الحرشِي وأبو سعيدٍ محمدُ بنُ موسَى الصَّيرَفي، قالا: أخبَرنا أبو العبَّاسِ محمدُ بنُ يعقوبَ الأصمّ، قال: سمعتُ العباسَ بنَ محمد الدُّورِيَّ يقول: سمعتُ أبا عُبَيدٍ يقول: إنِّي لأتبَيَّنُ عقلَ الرَّجُلِ بأن يَدَعَ الشمس ويمشِي في الظِّل (٣).

• أخبرنا القزَّازُ، قال: أنا أبو بكرٍ الخطيبُ، قال: نا عبدُ العزيز بنُ أبي الحسن القرمِيسِينِي، قال: سمعتُ عِليَّ بنَ عبدِ الله بنِ جهضمٍ، قال: سمعتُ أبا بكرٍ الدَّقِّيَّ يقول: حدَّثني أبو بكرٍ الزَّقاق، قال: خرجْتُ في وَسَط السَّنةِ إلى مكَّةَ وأنا حَدَث السِّن، فِي وَسطِي نِصفُ جُلِّ (٤) وعلى كتِفِي نصفُ جُلٍّ، فرمَدَت عَينِي فِي الطَّريقِ،


(١) انظر: كلام شيخ الإسلام في كشف الرأس على وجه التعبد وأن هذا منكر لا يجوز التعبد لله بذلك. الفتاوى ٢٢/ ٥٢٣ والفتاوى الكبرى ١/ ٢١١.
(٢) كما في حديث كعب بن عجرة أخرجه البخاري رقم (١٧٢١) ورقم (١٧١٤).
(٣) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخه ١٢/ ٤١٠ وابن عساكر في تاربح دمشق ٤٩/ ٨١ وذكره الذهبي في السير ١٠/ ٤٩٩.
(٤) ومعنى الجُلُّ: جُلُّ الدابة كثوب الإنسان يلبسه يقيه البرد والجمع جِلال وأجْلال. انظر: مختار الصحاح ص ٤٦ والمصباح ص ١٠٥.

<<  <   >  >>