للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال فتح: فمَا رَأيتُ صغيرًا أشدَّ توكُّلًا منه (١) (٢)!

قال المصنِّفُ : قلت: بِمثلِ هذهِ الحكايةِ تَفسُدُ الأمورُ، ويُظَنُّ أنَّ هَذا هُو الصَّواب، ويقولُ الكبيرُ: إذا كان الصغِيرُ قد فعلَ هَذا فأنَا أحقُّ بِفِعلهِ.

وليسَ العَجَبُ من الصَّبِيِّ، بل من الذي لقِيهُ كيفَ لم يُعَرِّفْهُ أن هذا الذِي يفعلُهُ مُنكرٌ! وأن الذي استدعاكَ أمرَكَ بالتزوُّدِ، ومن مالِهِ تتزوَّد، ولكِن قد مَضَى على هذا كِبارُ القَومِ، فكيف الصِّغار؟!

• أخبَرنا أبو مَنصورٍ القزَّاز، قال: أنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الحافِظ، قال: أخبَرنا أبو نُعَيمٍ الأصبَهانِي، قال: سمعتُ محمدَ بنَ الحسنِ بن عليٍّ اليَقْطِيني، يقولُ: حضرتُ أبا عبدِ الله بن الجلاءِ، وقيل له: هؤلاءِ الذين يدخُلُونَ البادِيةَ بلا زادٍ ولا عدّة، يزعُمُونَ أنَّهم متوكِّلة، فيمُوتونَ، فقال: هذا فِعلُ رجالِ الحقِّ، فإن مَاتُوا فالدِّيةُ على القاتِلِ (٣).

• أخبَرنا ابنُ ناصر، قالَ: أنبأنا أحمدُ بن عليِّ بن خَلَفٍ، قال: أنا أبو عبدِ الرحمن السُّلَمِي، قال: سمعتُ أبا الحسَينِ الفارِسِيَّ يقول: سمعتُ أحمدَ بن عليٍّ يقول: قالَ رجلٌ لأبي عبدِ الله بن الجلاء: ما تقولُ في الرَّجلِ يدخُلُ البادِيةَ بلا زادٍ؟ قال: هذا مِن فِعل رجالِ اللهِ. قال: فإن ماتَ؟ قال: الدِّيةُ على القاتِل (٤).


(١) جاء في (أ) و (ت): ولا رأيتُ كبِيرًا أشدَّ زُهدًا منه.
(٢) أخرجه المؤلف من طريق الخطيب ولم أجده في تاريخ الخطيب ولا في غيره مما بين يديه من كتبه. وذكر نحو هذه القصة القشيري في الرسالة ص ١٦٨.
(٣) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ١٠/ ٣١٤ والخطيب في تاريخ بغداد ٥/ ٢١٣ وابن عساكر في تاريخ دمشق ٦/ ٨٩.
(٤) أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية ص ١٧٨.

<<  <   >  >>