للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

° أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت عمر البنا البغدادي بمكة يحكي: أنه لما كانت محنة غلام الخليل، ونسب الصوفية إلى الزندقة، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأُخذ النوري في جماعة، فأدخلوا على الخليفة، فأمر بضرب أعناقهم، فتقدم النوري مبتدرًا إلى السَّياف ليضرب عنقه، فقال له السَّياف: ما دعاك إلى البدار؟! قال: آثرت حياة أصحابي على حياتي هذه اللحظة. فتوقف السَّياف فرفع الأمر إلى الخليفة، فرد أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق، فأمر بتخليتهم (١).

أخبرنا أبو بكر بن حبيب العامري، قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق، قال: أخبرنا ابن باكويه، قال: سمعت عبد الواحد بن بكر الورثاني، قال: سمعت أبا بكر محمد بن داود الدينوري، يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن عباس، يقول: كان قد سعى بالصوفية ببغداد غلام الخليل إلى الخليفة فقال: هاهنا قوم زنادقة! فأُخذ أبو الحسين النوري، وأبو حمزة الصوفي، وأبو بكر الدقاق (٢)، وجماعة من أقران هؤلاء، واستتر الجنيد بن محمد بالفقه على مذهب أبي ثور، فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم، فأول من بدر أبو الحسين النوري، فقال له السَّياف: لم بادرت أنت من بين أصحابك ولم تُرع؟! قال: أحببت أن أوثر أصحابي بالحياة مقدار هذه الساعة. فردَّ الخليفة أمرهم إلى القاضي فأطلقوا (٣).

قال المصنف: قلت: ومن أسباب هذه القصة قول النوري: أنا أعشق الله والله يعشقني. فشُهد عليه بهذا (٤)، ثم تقدُّمُه ليقتل إعانةٌ على نفسه، فهو خطأ أيضًا.


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (١٠/ ٢٥٠)، ومن طريقه الخطيب في تاريخه (٥/ ١٣٣ - ١٣٤)، وذكره الذهبي في السير (١٤/ ٧١).
(٢) في "أ": (الزقّاق)، وكذا في بعض كتب التراجم.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) انظر (ص ٤٣١).

<<  <   >  >>