للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرواح الرواح إلى الجنة (١).

وخرج على علي بعدهم جماعة منهم، فبعث إليهم من قاتلهم ثم اجتمع عبد الرحمن بن مُلجِم بأصحابه وذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم، وقالوا: والله ما نعبأ بالبقاء في الدنيا شيئًا بعد إخواننا الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، فلو أنا شرينا أنفسنا لله والتمسنا غرة هؤلاء الأئمة الضلال فثأرنا بهم إخواننا وأرحنا منهم العباد (٢).

أخبر نا محمد بن أبي طاهر البزاز، قال: أخبر نا أبو محمد الجوهري، قال: أخبرنا ابن حَيُّوَيْه، قال: أخبرنا أبو الحسن بن معروف، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم، قال: نا محمد بن سعد، عن أشياخ له، قالوا: انْتُدِبَ ثلاثة نفر من الخوارج: عبد الرحمن بن مُلْجِم والبُرَك بن عبد الله، وعمرو بن بكير التميمي، فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا لنقتلن هؤلاء الثلاثة: علي، ومعاوية، وعمر وبن العاص، ونريح العباد منهم، فقال ابن مُلْجَم: أنا لكم بعلي، وقال البُرَك: أنا لكم بمعاوية، وقال عمرو: أنا لكم بعمرو، فتواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه.

فقدم ابن مُلْجِم الكوفة، فلما كانت الليلة التي عزم على قتله فيها، خرج علي لصلاة الصبح، فضربه فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه، فقال علي : لا يعوقكم الرجل وأُخِذَ، فقالت أم كلثوم: يا عدو الله، قتلت أمير المؤمنين،


(١) أورد هذا الخبر وما قبله (قتل عبد الله بن خباب) ابن حجر في المطالب العالية (٥/ ٥٤ رقم ٤٤٤١)، من مسند مسدد، وقال البوصيري في مختصر إتحاف الخيرة (٥/ ٢٠٥ رقم ٤٠٨٩): رواه مسدد بسند رجاله ثقات.
(٢) يُنظر في اجتماع ابن ملجم وأصحابه وخبر مقتل عليّ : تاريخ اليعقوبي (٢/ ٢١٢)، الكامل للمبرّد (٣/ ١١١٥ وما بعدها)، تاريخ الأمم والملوك (٥/ ١٤٣ - ١٤٤)، مروج الذهب للمسعودي (٢/ ٤٢٣)، المنتظم (٥/ ١٧٢)، الكامل في التاريخ (٣/ ٢٥٥) البداية والنهاية (٧/ ٣٣٨). وكان مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سنة ٤٠ هـ.

<<  <   >  >>