للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا ولاد بن علي الكوفي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني، قال: نا أحمد بن حازم، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن -يعني: ابن أبي ليلى-، قال: نا سعيد بن خثيم، عن القعقاع بن عُمارة، عن أبي الخليل، عن أبي السابغة، عن جندب الأزدي، قال: لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب ، قال: فانتهينا إلى معسكرهم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن (١).

وفي رواية أخرى: أن عليًّا لما حكم أتاه من الخوارج زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي فدخلا عليه، فقالا له: لا حكم إلا لله. فقال علي: لا حكم إلا لله. فقال له حرقوص: تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك، واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا، ولئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله لأقاتلنك؛ أطلب بذلك وجه الله تعالى. واجتمعت الخوارج في منزل عبد الله بن وهب الراسبي، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما ينبغي لقوم يؤمنون بالرحمن وينسبون إلى حكم القرآن، أن تكون هذه الدنيا التي إيثارها عناء آثر عنده من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقول بالحق، فاخرجوا بنا (٢).

فكتب إليهم علي بن أبي طالب : أما بعد، فإن هذين الرجلين اللذين ارتضينا حكمين قد خالفا كتاب الله واتبعا أهواءهما (٣)، ونحن على الأمر الأول.


= ١٥٠ - ١٥٢)، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في "المجمع" (٦/ ٢٤٤): رواه الطبراني وأحمد ببعضه، ورجالهما رجال الصحيح.
(١) أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" (٧/ ٢٤٩).
(٢) يُنظر: تاريخ الأمم والملوك (٥/ ٧٢ - ٧٤)، المنتظم لابن الجوزي (٥/ ١٢٩ - ١٣٠)، الكامل في التاريخ (٣/ ٢١٢)، البداية والنهاية (٧/ ٢٩٥ - ٢٩٦).
(٣) يعني بهما: عمرو بن العاص، وأبا موسى الأشعري، وفي صدور هذا الكلام من عليّ بن أبي طالب في حقّ أبي موسى وعمرو بن العاص نظر، خاصة وأن سند هذا الخبر لم أقف على ترجمة بعض رجاله.

<<  <   >  >>