(٢) هذا الرأي يدل على ميل المصنف ﵀ إلى التفويض، وعدم البحث في آيات الصفات وأحاديثها، وليس هذا منهج السَّلف في مثل هذه النصوص؛ إذ إنهم لا ورد عنهم "نفي التفسير" فالمقصود هو التفسير الباطل الذي يخوض في الكيفية، أو أنه تفسير الجهمية الذي يسمونه "تأويلًا"، كما شرح شيخ الإسلام عبارة السلف: "من غير تفسيره" فقال: (أراد به تفسير الجهمية المعطلة، الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الإثبات). مجموع الفتاوى (٥/ ٥٠). أما التفسير الحق الذي هو بيان المعنى من الناحية اللغوية، الذي يجعل الأمر محكمًا معلوم المعنى، فهذا التفسير أثبته السلف ولم ينفوه، كما جاء التفسير النبوي لمسألة الرؤية. انظر، مذهب أهل التفويض للقاضي (٣٧٠ - ٣٨٠). (٣) قال ابن الجوزي في كتابه "المجالس" (ق ٢/ أ) يرد على من أوّل الوجه بالذات: (وقول المعتزلة: إنه أراد بالوجه الذات؛ فباطل، لأنه أضاف إلى نفسه، والمضاف ليس كالمضاف إليه، لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه). وهو كما قال، قال العلامة ابن القيم: (إنه لا يعرف في لغة من لغات الأمم وجه الشيء بمعنى ذاته ونفسه). مختصر الصواعق (٤١٩). (٤) بل هذا قول المعتزلة الذي أبطله المصنف نفسه في مجالسه (ق ٢/ أ). (٥) يشير إلى ما أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٤٥ رقم ٢٦٥٤)، وأحمد في المسند (٢/ ١٦٨ - ١٧٣)، والطبراني في الدعاء (٣/ ١٣٩١ رقم ١٢٦٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (١/ ٣٧٢ رقم ٢٩٩). (٦) هذا تفسير لدلالة الصفة، وهو لا يغني عن إثبات الصفة؛ لأن الواجب إثبات الصفة على ظاهرها =