للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرقة. قالوا: يا رسول الله، من تلك الفرقة؟ قال: الجماعة" (١).

فإن قيل: هل هذه الفرق معروفة؟

فالجواب: أنَّا نعرف الافتراق وأصول الفرق، وأن كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق وإن لم نُحِط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها، وقد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية (٢)، والقدرية (٣)، والجهمية (٤)، والمرجئة (٥)،


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٤٥)، وإسناده ضعيف لحال ابن لهيعة، ولإرساله؛ لأن رواية سعيد بن أبي هلال عن أنس مرسلة كما في ترجمته، لكن له عن أنس طرق يعضد بعضها بعضًا: انظر: ابن ماجه (٢/ ١٣٢٢ رقم ٣٩٩٣) بنحوه، وأبو يعلى في مسنده (٧/ ١٥٢ رقم ٤١٢٠)، وأحمد في المسند (٣/ ١٢٠). والحديث حسنه الشيخ الألباني من طريق أنس لتعدد رواياته كما في السلسلة الصحيحة (١/ ٣٥٨ - ٣٥٩ رقم ٢٠٤). وللحديث شواهد تقدم بعضها (ص ٨٧، ١١١).
(٢) الحرورية: من ألقاب الخوارج، وسبب تلقيبهم بهذا اللقب أنهم لما خرجوا على علي في أول أمرهم نزلوا مكانًا يقال لها: "حروراء"، قرية بظاهر الكوفة، ومن ذلك قول عائشة للمرأة التي سألت: كيف تقضي الحائض الصوم دون الصلاة؟ فقالت: (أحرورية أنت؟). أحمد في المسند (٦/ ٩٧).
ومن ألقابهم كذلك "الشُّراة" لقولهم: شرينا أنفسنا في طاعة الله أي بعناها بالجنة، ومنها "المحكمة" لإنكارهم الحكمين وقولهم: "لا حكم إلا لله"، ومنها "المارقة" للحديث: " … يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" وهم لا يرضون بهذا اللقب، وينكرون أن يكونوا مارقة من الدين.
انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، الخطط للمقريزي (٢/ ٣٥٠)، الحور العين للحميري (٢٠٠ - ٢٠١)، المنتظم لابن الجوزي (٥/ ١٣٦ - ١٣٧).
(٣) القدرية: سبق التعريف بهم (ص ٩٢).
(٤) الجهمية: هم أتباع جهم بن صفوان، رجل من ترمذ. الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال، لا اختيار للناس فيما يجري عليهم ولا استطاعة لهم بحال، وزعم أن الجنة والنار تفنيان وتبيدان، وزعم أن الله تعالى حادث ولا يوصف بشيء من الصفات. وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط.
انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٣٣٨)، التنبيه والرد على أهل الأهواء، للملطي (ص ١١٠ - ١١٣)، الفرق بين الفرق (ص ٢١١)، التبصير في الدين (ص ١٠٧ - ١٠٨).
(٥) المرجئة: من الإرجاء، وهو التأخير، وسموا بذلك لأنهم أخروا العمل عن الإيمان. فالإيمان عندهم هو المعرفة بالله وبرسله وبجميع ما جاء من عند الله فقط، وأن ما سوى الإقرار من أعمال القلب والجوارح، فليس بإيمان. =

<<  <   >  >>