للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشكر الله أحد حتى يقولها، فإذا قال: الله أكبر فهى كلمة تملأ ما بين السماء والأرض، فإذا قال: سبحان الله فهى صلاة الخلائق التي لم يدع الله أحدا حتى قرره بالصلاة والتسبيح، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. قال: استسلم عبدى" (١).

• قال أبو محمد عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي (ت: ١٩٤ هـ) : "لا يقبل الله من الأعمال إلا ما كان صواباً، ومن صوابها إلا ما كان خالصاً، ومن خالصها إلا ما وافق السنة" (٢).

• قال محمد بن جرير الطبري (ت: ٣١٠ هـ) : "يقول تعالى ذكره: قل لهؤلاء المشركين يا محمد: إنما أنا بشر مثلكم من بني آدم لا علم لي إلا ما علمني الله وإن الله يوحي إليّ أن معبودكم الذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، معبود واحد لا ثاني له، ولا شريك ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ﴾ يقول: فمن يخاف ربه يوم لقائه، ويراقبه على معاصيه، ويرجو ثوابه على طاعته ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا﴾ يقول: فليخلص له العبادة، وليفرد له الربوبية" (٣).

• قال أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، (ت ٤٢٧ هـ) عند تفسير قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: الآية: ١٠]: "العمل الصالح هو الخالص، يعني أن الإخلاص سبب قبول الخيرات من الأقوال والأعمال، دليله قوله تعالى: ﴿فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا﴾ [الكهف: الآية: ١١٠]، أي: خالصا، ثم قال: ﴿ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾ [الكهف: الآية: ١١٠]، فجعل نقيض الصالح الشرك والرياء، وقال


(١) شرح صحيح البخاري لابن بطال ١٠/ ١٣٩ - ١٤٠ ..
(٢) الاعتصام للشاطبي ١/ ٦٦.
(٣) تفسير الطبري (سورة الكهف: الآية: ١١٠).

<<  <   >  >>