للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعرضه -يعني أرضه- ياقوت ومرجان، وزبرجد ولؤلؤ".

حرام [١] بن عثمان: ضعيف. ولكن هذا سياق حسن، وقد صح أهل هذا، بل قد تواتر من طرق [٢] تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث، وكذلك أحاديث الحوض. [] [٣] وهكذا روي بن أنس، وأبي العالية، ومجاهد، وغير واحد من السلف: أن الكوثر نهر في الجنة. وقال عطاء: هو حوض في الجنة.

وقوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾، أي: كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك النهر الذي تقدم صفته: فأخلص لربك صلاتك المكتوبة والنافلة ونحرك، فاعبده وحده لا شريك له، وانحر على اسمه وحده لا شريك له. كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾، قال ابن عباس، وعطاء، ومجاهد، وعكرمة، والحسن: يعني بذلك نحو البُدْن ونحوها. وكذا قال قتادة، ومحمد بن كعب القرظي، والضحاك، والربيع، وعطاء الخراساني، والحكم، وإسماعيل بن أبي خالد، وغير واحد من السلف. وهذا بخلاف ما كان المشركون عليه من السجود لغير الله، والذبح على غير اسمه، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ … ﴾ الآية.

وقيل: المراد بقوله: ﴿وَانْحَرْ﴾: وضع اليد اليمنى على اليسرى تحت النحر. روى هذا عن علي، ولا يصح، وعن الشعبي مثله [٤].

وعن أبي جعفر الباقر: ﴿وَانْحَرْ﴾ يعني: ارفع اليدين عند افتتاح الصلاة.

وقيل [٥]: ﴿وَانْحَرْ﴾، أي: استقبل بنحرك القبلة. ذكر هذه الأقوال الثلاثة ابنُ جرير.

وقد روى ابن أبي حاتم ها هنا حديثًا منكرًا جدًّا فقال: حدثنا وهب بن إبراهيم الفامي [٦]-سنة خمس وخمسين ومائتين- حدثنا إسرائيل بن حاتم المروزي، حدثنا مقاتل بن حيان، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب؛ قال: لما نزلت هذه السورة على النبي : ﴿إِنَّا أَعْطَينَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾، قال رسول الله: "يا جبريل؛ ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ " فقال [٧]: ليست بنحيرة، ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة، ارفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، وإذا سجدت،


[١]- في ز، خ: حزام.
[٢]- في ز: طريق.
[٣]- في ز، خ: "ولنذكرها هنا وكل هذه الأقوال غريبة جدًّا".
[٤]- سقط من ز.
[٥]- في ز: وأقبل.
[٦]- في ز، خ: القاضي.
[٧]- في ز: قال.