للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طريق كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة [١] ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قوله: اللهم، إنك عفو تحب العفو، فاعف عني".

وهذا لفظ الترمذي ثم قال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه الحاكم في مستدركه (٤٤)، وقال: "هذا صحيح على شرط الشيخين. ورواه النسائي أيضًا من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة عن عائشة قالت [٢]: يا رسول الله؟ أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي اللَّهم، إنك عفو تحب العفو، فاعف عني".

ذكر أثر غريب ونبأ عجيب، يتعلق بليلة القدر، رواه الإِمام أبو محمد بن أبي حاتم، عند تفسير هذه السورة الكريمة فقال:

حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني، حدثنا سيار بن حاتم، حدثنا موسى بن سعيد -يعني الراسبي- عن هلال [] [٣] أبي جبلة عن أبي عبد السلام، عن أبيه، عن كعب؛ أنه قال: إن سدرة المنتهى على حد السماء السابعة [٤]، مما يلي الجنة، فهي على حد هواء الدنيا وهواء الآخرة، علوها [٥] في الجنة، وعروقها وأغصانها من [٦] تحت الكرسي، فيها ملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله ﷿ يعبدون الله ﷿ على أغصانها في كل موضع شعرة [٧] منها ملك. ومقام جبريل في وسطها، فينادي الله جبريل أن ينزل في كل ليلة قدر مع الملائكة الذين يسكنون سدرة المنتهى، وليس فيهم ملك إلَّا قد أعطي الرأفة والرحمة للمؤمنين، فينزلون [٨] على جبريل في ليلة القدر، حين تغرب الشمس، فلا تبقى بقعة في ليلة القدر إلا وعليها ملك، إما ساجد وإما قائم، يدعو للمؤمنين والمؤمنات، إلا أن تكون كنيسة أو بيعة، أو بيت نار أو وثن، أو بعض أماكنكم التي تطرحون فيها الخبث، أو بيت فيه سكران، أو بيت فيه مسكر، أو بيت فيه وثن منصوب، أو بيت فيه جرس معلق، أو


= في الكبرى في كتاب: النعوت، باب: العفو: حديث (٧٧١٢) (٧/ ٤٠٤)، وفي عمل اليوم والليلة (١٠٧٠٨، ١٠٧٠٩). وابن ماجة في كتاب: الدعاء، باب: الدعاء بلعفو والعافية، حديث (٣٨٥٠) (٢/ ١٢٦٥).
(٤٤) المستدرك (١/ ٥٣٠). ورواه النسائي في الكبرى في باب: عمل اليوم والليلة، باب: ما يقول إذا وافق ليلة القدر، حديث (١٠٧١٣) (٦/ ٢١٩).