للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن رسول الله قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾، أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة ينزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيمًا له.

وأما الروح فقيل: المراد به هاهنا جبريل فيكون من باب عطف الخاص على العام. وقيل: هم ضرب من الملائكة. كما تقدم في سورة النبأ. والله أعلم.

وقوله: ﴿مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾ قال مجاهد: سلام هي من كل أَمر.

وقال سعيد بن منصور: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش، عن مجاهد في قوله: ﴿سَلَامٌ هِيَ﴾، قال: هي سالمة، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو يعمل فيها أذى.

وقال قتادة وغيره: تقضى فيها الأمور وتقدر الآجال والأرزاق كما قال تعالى: (﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾.

وقوله: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾، قال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم، عن أبي إسحاق، عن الشعبي في قوله تعالى: ﴿مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ قال: تسلم [١] الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد، حتى مطلع الفجر.

وروى ابن جرير عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: (من كل امرئ سلام هي حتى يطلع الفجر.

وروى البيهقي في كتابه "فضائل الأوقات" عن علي أثرًا غريبًا في نزول الملائكة، ومرورهم على المصلين ليلة القدر، وحصول البركة للمصلين.

وروى ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار أثرًا غريبًا عجيبًا مطولًا جدًّا، في تنزل الملائكة من سدرة المنتهى صحبة جبريل إلى الأرض، ودعائهم [٢] للمؤمنين والمؤمنات.

وقال أبو داود الطيالسي (١٠): حدثنا عمران - يعني القطان - عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة: أن رسول الله قال في ليلة القدر: "إنها ليلة سابعة -


= (١٩٠١) (٤/ ١١٥). ومسلم في كتاب: صلاة المسافرين، باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، حديث (١٧٥/ ٧٦٠) (٦/ ٦٠).
(١٠) أخرجه الطيالسي في مسنده ص (٣٣٢) حديث (٢٥٤٥).