للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وثقه ابن معين وضعفه البخاري، وأبر زرعة، وابن أبي [١] حاتم، والنسائي، وابن عدي. ورماه ابن حبان بالوضع. وقال الإمام أحمد: لا أعرف حقيقة أمره.

وقال الحافظ أبو بكر البزار (١٣): حدثنا إسحاق بن سليمان البغدادي المعروف بالقُلوسي، حدثنا بيان بن حمران، حدثنا سلام، عن منصور [بن زاذان] [٢]، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن [لله ملائكة] [٣] يعرفون بني آدم -وأحسبه قال: ويعرفون أعمالهم- فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم وسموه، وقالوا: أفلح الليلة فلان، نجا الليلة فلان. وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية الله ذكروه بينهم وسموه، وقالوا: هلك الليلة فلان".

ثم قال البزار: سلام هذا أحسبه سلامًا المدائني، وهو لين الحديث.

﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (١٦) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩)

يخبر تعالى عما يصير الأبرار إليه من النعيم، وهم الذين أطاعوا الله، ﷿، ولم يقابلوه بالمعاصي.

وقد روى ابن عساكر (١٤) في ترجمة "موسى بن محمد". عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، عن عبيد الله، عن محارب، عن ابن عمر، عن النبي قال: "إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء".

ثم [٤] ذكر ما يصير إليه الفجار من الجحيم والعذاب المقيم، ولهذا قال: ﴿يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ﴾، أي: يوم الحساب والجزاء والقيامة، ﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ﴾، أي: لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة، ولا يخفف عنهم من عذابها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة، ولو يومًا واحدًا.


(١٣) مختصر زوائد البزار (٢/ ٤٥١) (٢١٩٥) بنحوه. قال ابن حجر: سلام متروك.
(١٤) تاريخ دمشق (١٧/ ٤٠٠ مخطوط).