للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلن نزيدكم إلا عذابًا من جنسه وآخر من شكله أزواج.

قال قتادة، عن أبي أيوب الأزدي، عن عبد الله بن عمرو قال: لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إلا عَذَابًا﴾. قال: فهم في مزيد من العذاب أبدًا.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا [١] جَسر بن فرقد، عن الحسن قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار. قال: سمعتُ رسولَ الله قرأ: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إلا عَذَابًا﴾، فعَال: "هلك القوم بمعاصيهم الله ﷿" (١٣).

جسر بن فرقد ضعيف الحديث بالكلية.

﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (٣١) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (٣٢) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (٣٣) وَكَأْسًا دِهَاقًا (٣٤) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (٣٥) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (٣٦)

يقول تعالى مخبرًا عن السعداء وما أعد لهم تعالى من الكرامة والنعيم المقيم، فقال: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾. قال ابن عباس والضحاك: متنزهًا. وقال مجاهد، وقتادة: فازوا فنجوا من النار. والأظهر هاهنا قول ابن عباس؛ لأنه قال بعده: ﴿حَدَائِقَ﴾، وهي البساتين من النخيل وغيرها ﴿وَأَعْنَابًا (٣٢) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾، أي: وحورًا كواعب. قال ابن عباس ومجاهد، وغير واحد: ﴿وَكَوَاعِبَ﴾، أي: نواهد، يعنون أن [ثُدُيَّهن نواهد] [٢] لم يتدلين لأنهن أبكار عرب أتراب، أي: في سن واحدة، كما تقدم بيانه في سورة الواقعة.

قال ابن أبي حاتم (١٤): حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدشتَكي، حدثني أبي، عن أبي سفيان عبد الرحمن بن عبد الله بن تيم، حدثنا عطية بن سليمان أبو الغيث، عن أبي عبد الرحمن القاسم بن أبي القاسم الدمشقي، عن أبي أمامة، أنه سمعه يحدث عن النبي أنه قال: "إن قُمُص أهل الجنة لتبدو من رضوان الله، وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم: يا أهل الجنة، ماذا تريدون أن أمطركم؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب".

وقوله: ﴿وَكَأْسًا دِهَاقًا﴾ - قال ابن عباس: مملوءة متتابعة. وقال عكرمة: صافية.


(١٣) أخرجه الطبري (٣٠/ ١١).
(١٤) أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (ص ٣١٨) حديث (٥٧٩). وقال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٣٦): رواه الطبراني وفيه شعيب بن بيان وهو ضعيف.