يقول تعالى: ﴿أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ﴾ يعني من المكذبين للرسل المخالفين لما جاءوهم به، ﴿ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ﴾، أي: ممن أشبههم.
ولهذا قال: ﴿كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (١٨) وَيلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾. قاله ابن جرير.
ثم قال ممتنًا على خلقه ومحتجًّا على الإعادة بالبدَاءة: ﴿أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ أي: ضعيف حقير بالنسبة إلى قُدرَة الباري ﷿، كما تقدم في سورة ﴿يس﴾ في حديث بُسر بن جحاش:"ابنَ آدم، [أنَّى تُعجزُني][١] وقد خلقتك من مثل هذه؟! "(٤).
﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ﴾، يعني: جمعناه في الرَّحِم، وهو قرار الماء من الرجل والمرأة، والرحم معد لذلك [٢]، حافظ لما أودع فيه من الماء.
وقوله: ﴿إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾، يعني إلى مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر.
ولهذا قال: ﴿فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣) وَيلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾.