للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن أبي نجيح: إن إبراهيم بن أبي بكر أخبره، عن مجاهد قال: كان يقال: النون: الحوت الذي تحت الأرض السابعة.

وقد ذكر البغوي وجماعة من المفسرين؛ أن على ظهر هذا الحوت صخرة سمكها كغلظ السموات والأرض، وعلى ظهرها ثور له أربعون ألف ترن، وعلى متنه الأرضون السبع وما فيهن وما بينهن، فالله أعلم. ومن العجيب أن بعضهم حمل على [١] هذا المعنى الحديث الذي رواه الإِمام أحمد (٥): حدثنا إسماعيل، حدثنا حُميد، عن أنس: أن عبد اللَّه بن سلام بَلَغه مَقدَم رسول اللَّه المدينة فأتاه فسأله عن أشياء، قال: إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي، قال: ما أول أشراط الساعة؟ و [٢] ما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه؟ والولد ينزع إلى أمه؟ قال: "أخبرني بهن جبريل آنفًا". قال ابن سلام: فذاك عدو اليهود من الملائكة. قال: "أما أول أشراط الساعة فنار تَحشرهم من المشرق إلى المغرب. وأول طعام يأكله أهل الجنة زيادةُ كبد حوت. وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نَزَع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت".

ورواه البخاري من طرق، عن حميد، ورواه مسلم أيضًا. وله من حديث ثوبان مولى رسول اللَّه نحو [٣] هذا.

وفي صحيح مسلم (٦) من حديث أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان: أن حَبرًا سأل رسول اللَّه عن مسائل، فكان منها: قال: فما تحفتهم؟ -يعني أهل الجنة حين يدخلون الجنة- قال: "زيادة كبد الحوت"، قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: "ينحر لهم [٤] ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها". قال: فما شرابهم عليه؟ قال: "من عين فيها [٥] تسمى سلسبيلًا". وقيل: المراد بقوله: ﴿ن﴾ لوح من نور.

قال ابن جرير (٧): حدثنا الحسن بن شبيب المكتب، حدثنا محمد بن زياد الجزري، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه؟ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه


(٥) المسند (٣/ ١٨٩) (١٢٩٩٣). والبخاري في كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم وذريته، حديث (٣٣٢٩) (٦/ ٣٦٢ - ٣٦٣)، وأطرافه في [٣٩١١، ٣٩٣٨، ٤٤٨٠]. ولم أجده في مسلم.
(٦) صحيح مسلم في كتاب: الحيض، باب: بيان صفة مني الرجل والمرأة، وأن الولد مخلوق من مائهما، حديث (٣٤/ ٣١٥) (٣/ ٢٩١ - ٢٩٣).
(٧) تفسير الطبري (٢٩/ ١٥ - ١٦).