للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عادت مكانها أخرى" (٢٤).

وقوله: ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ قال [١] الإمام أحمد:

حدثنا سيار بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي [٢]، حدثنا ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله : "إن طير الجنة كأمثال البُخْت ترعى في شجر الجنة". فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هذه لطير ناعمة. فقال: "أكلَتُها [٣] أنعم منها -قالها ثلاثا- وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها" (٢٥). تَفَرّد به أحمد من هذا الوجه. وروى الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه "صفة الجنة" من حديث إسماعيل بن علي الخُطبي [٤]، عن أحمد بن علي الخيوطي، عن عبد الجبار بن عاصم، عن عبد الله بن زياد، عن زرعة، عن نافع، عن ابن عمر قال: ذكرت عند النبي طوبى، فقال رسول الله : "يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى؟ ". قال: الله ورسوله أعلم. قال: "طوبى شجرة في الجنة، ما يعلم طولها إلا الله، يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا، ورقها [٥] الحُلل، يقع عليها الطير كأمثال البخت". فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هناك لطيرًا ناعمًا؟ قال: "أنعم منه من يأكله، وأنت منهم إن يشاء الله" (٢٦).

وقال قتادة في قوله: ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾: ذكر لنا أن أبا بكر قال: يا رسول لله، إني أرى طيرها ناعمة كما أهلها ناعمون. قال: "من يأكلها -والله يا أبا بكر- أنعم منها، وإنها لأمثال البُخت، وإني لأحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر".

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني مجاهد بن مرسى، حدثنا معن بن عيسى، حدثني


(٢٤) - أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ١٠٢) (١٤٤٩) وفي إسناده عباد بن منصور وهو مدلس وقد تغير بأخرة، وقد ذكره ابن حجر في الطبقة الرابعة من طبقات المدلسين. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٤١٧) وقال: رواه الطبراني والبزار، ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات.
(٢٥) - أخرجه أحمد (٣/ ٢٢١) (١٣٣٣٥). وفي إسناده سيار بن حاتم صدوق له أوهام وبقية رجاله ثقات. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٤١٧): رواه الترمذي باختصار، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم وهو ثقة.
(٢٦) - عزاه الألباني في الصحيحة (٢٥١٤) للمقدسي وأعله بعبد الله بن زياد، وقال تكلم فيه ابن حبان.