للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواقعة": أن الحور العين يغنين: نحن الخيرات الحسان، خلقنا لأزواج كرام. ولهذا قرأ بعضهم: ﴿فِيهِنَّ خَيرَاتٌ حِسَانٌ﴾ بالتشديد. ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.

ثم قال: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾، وهناك قال: ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾، ولا شك أن التي قد قَصرت طرفها بنفسها أفضل ممن قُصرت، وإن كان الجميع مخدرات.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن القاسم بن أبي بَزة، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد الله قال: [إن] [١] لكل مسلم خَيرة، ولكل [٢] خَيّرة خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب، يدخل عليه كل يوم تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك، لا مرَّحات [٣] ولا طماحات [٤] ولا بخرات ولا ذفرات [٥]، حور عين، كأنهن بيض مكنون (٤٥). وقوله: ﴿في الخيام﴾، قال البخاري:

حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أن رسول الله قال: "إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجولة، عرفها ستون ميلًا، في كل زاوية منها أهلٌ ما يَرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون" (٤٦). ورواه أيضًا من حديث أبي [٦] عمران به، وقال: "ثلاثون ميلًا" (٤٧). وأخرجه مسلم من حديث أبي عمران به ولفظه: "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلًا، للمؤمن [٧] فيها أهله [٨]، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا" (٤٨).


(٤٥) - في إسناده جابر وهو ابن يزيد الجعفي: ضعيف.
(٤٦) - أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ حديث (٤٨٧٩) (٨/ ٦٢٤).
(٤٧) - أخرجه البخاري في كتاب: بدء الخلق، لهاب: ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، حديث (٣٢٤٣) (٦/ ٣١٨).
(٤٨) - أخرجه مسلم في كتاب: الجنة وصفة نعيمها، باب: في صفة خيام الجنة (٢٣/ ٢٨٣٨) (١٧/ ٢٥٦).