للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا الحسن بن رافع، حدثنا ضمرة، عن ابن شَوذب، عن مطر -هو الورّاق- في قوله تعالى: ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾: هل من طالب علم فيعان عليه؟

وكذا علقه البخاري بصيغة الجزم عن مطر الوراق (٤٦). ورواه ابن جرير (٤٧)، وروي عن قتادة مثله.

﴿كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢)

يقول تعالى مخبرًا عن عاد قوم هود أنهم كذبوا رسولهم أيضًا، كما صنع قوم نوح، وأنه تعالى أرسل ﴿عَلَيهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا﴾، وهي الباردة الشديدة البرد، ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ﴾، أي: عليهم. قاله الضحاك، وقتادة، والسدي، ﴿مُسْتَمِرٍّ﴾ عليهم نحسه ودماره [١]، لأنه يوم اتصل فيه عذابهم الدنيوي بالأخروي.

وقوله: ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾، وذلك أن الريح كانت تأتي أحدهم فترفعه حتى تغيبه عن الأبصار، ثم تنكسه على أم رأسه، فيسقط إلى الأرض، فتثلغ رأسه فيبقى جثة بلا رأس، ولهذا قال: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾.

﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ

الذِّكْرُ عَلَيهِ مِنْ بَينِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ


= (٤٩٩١) (٩/ ٢٣).
ومسلم في كتاب: صلاة المسافرين، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف، حديث (٢٧٢/ ٨١٩) (٦/ ١٤٦) كلاهما من حديث عبد الله بن عباس.
(٤٦) - أخرجه البخاري في كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾.
(٤٧) - تفسير الطبري (٢٧/ ٩٧).