للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر به الساعة؟ فقال: سمعت رسول الله : "أنتم والساعة كهاتين [١] ". تفرد به أحمد (٧) وشاهد ذلك أيضًا في الصحيح في أسماء رسول الله : أنه الحاشر الذي يُحشَر الناس على قدمه [٢] (٨).

وقال الإمام أحمد: حدثنا بهز بن أسد، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، عن خالد بن عمير [٣] قال: خطب عتبة بن غزوان- قال بهز: وقال قبل [٤] هذه المرة: خَطبَنا رسول الله، ، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، فإن الدنيا قد آذنت بصَرْم [٥] وولت حَذّاء، ولم يبق منها إلا صُبَابة كصُبَابة الإناء يتصَابُّها صاحبها، وإنكم منتقلون [٦] منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحَضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يُلقَى من شفِير جهنم فيهوي فيها سبعين عامًا ما يدرك لها قعرًا، والله لتملؤنه، أفعجبتم! والله لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عامًا، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام … " (٩) وذكر تمام الحديث انفرد به مسلم (١٠).

وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني يعقوب، حدثني ابن علية، أخبرنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السّلَمي قال: نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ، فجاءت الجمعة، فحضر أبي وحضرت معه، فخَطبنا حذيفة فقال: ألا إن الله يقول: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾، ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر قد انشق، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار وغدًا السباق. فقلت لأبي: أستبق [٧] الناس غدًا؟


(٧) - أخرجه أحمد (٣/ ٢٢٣) (١٣٣٦٠).
وفيه إسماعيل بن عبيد الله؛ قال العلائي في "جامع التحصيل" لم يسمع من الصحابة إلا من السائب بن يزيد، لكن يشهد له ما قبله.
(٨) - ويشهد له أيضًا حديث البخاري: "لي خمسة أسماء … وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب"، أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب: ما جاء في أسماء رسول الله حديث (٣٥٣٢) (٧/ ٥٥٤) وطرفه في [٤٨٩٦].
(٩) - أخرجه أحمد (٤/ ١٧٤) (١٧٦٢٥).
(١٠) - مسلم في كتاب الزهد والرقائق، حديث (١٤/ ٢٩٦٧) (١٨/ ١٣٥ - ١٣٦).