يقول تعالى مُقَرِّعًا للمشركين في عبادتهم الأصنام والأنداد والأوثان، واتخاذهم لها البيوت مضاهاة [١] للكعبة التي بناها خليل الرحمن ﵇: ﴿أَفَرَأَيتُمُ اللَّاتَ﴾، وكانت "اللات" صخرةً بيضاء منقوشة وعليها بيت بالطائف له أستار وسَدَنة، وحوله فناء معظَّم عند أهل الطائف، وهم ثقيف ومن تابعها يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش.
قال ابن جرير: وكانوا قد اشتقوا اسمها من اسم الله، فقالوا: اللات، يعنون مؤنثة منه، تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا. وحكي عن ابن عباس، ومجاهد، والربيع بن أنس: أنهم قرءوا: (اللاتّ) بتشديد التاء، وفسروه بأنه كان رجلًا يلت للحجيج في الجاهلية السويق، فلما مات عكفوا على قبره فعبدوه.
وقال البخاري: حدثنا مسلم -هو ابن إبراهيم- حدثنا أبو الأشهب، حدثنا أبو الجوزاء، عن ابن عباس [عن][٢]: ﴿اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾، قال: كان اللات رجلًا يلت السويق سويق الحاج (٥٠).
قال ابن جرير: وكذا العُزَّى من العزيز. وكانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة، وهي بين مكة والطائف، كانت قريش يعظمونها كما قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزى لكم. فقال رسول الله ﷺ: "قولوا: الله [٣] مولانا ولا مولى
(٥٠) - أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: ﴿أَفَرَأَيتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾، حديث (٤٨٥٩) (٨/ ٦١١).