للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الناكث، والله غني عنه، ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ أي: ثوابًا جزيلًا. وهذه البيعة هي بيعة الرضوان وكانت تحت شجرة سمر بالحديبية، وكان الصحابة الذين بايعوا رسول الله يومئذ قيل: ألف [١] وثلثمائة. وقيل: أربعمائة [٢]. وقيل: وخمسمائة. والأوسط أصح.

ذكر الأحاديث الواردة في ذلك

قال البخاري (١٤): حدثنا قتيبة، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر؛ قال: كنا يوم الحديبية ألفًا وأربعمائة. ورواه مسلم من حديث سفيان بن عيينة به. وأخرجاه (١٥) أيضًا من حديث الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر؛ قال: كنا يومئذ ألفًا وأربعمائة، ووضع يده في ذلك الماء فنبع الماء [٣] من بين أصابعه، حتى رَوَوْا كلهم.

وهذا مختصر من سياق آخر حين ذكر قصة عطشهم يوم الحديبية، وأن رسول الله أعطاهم سهمًا من كنانته فوضعوه في بئر الحديبية، فجاشت بالماء، حتى كفتهم، فقيل لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: كنا ألفًا وأربعمائة، ولو كنا مائة ألف لكفانا. وفي رواية في [٤] الصحيحين (١٦) عن جاير أنهم كانوا خمس عشرة مائة.

وروى البخاري (١٧) من حديث قتادة قلت لسعيد بن المسيب: كم كان الذين شهدوا بيعة الرضوان؟ قال: خمس عشرة مائة.

[قلت: فإن جابر بن عبد الله قال: كانوا أربع عشرة مائة. قال : وَهِمَ، هو حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة. قال البيهقي: هذه الرواية تدل على أنه كان في القديم يقول: خمس عشرة مائة، ثم ذكر الوهم فقال: أربع عشرة مائة] [٥].


(١٤) - صحيح البخاري في التفسير، باب: ﴿إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾، حديث (٤٨٤٠)، وأخرجه مسلم في الإمارة، حديث (١٨٥٦) (٧١) من طرق عن سفيان به وعنده زيادة مرفوعة.
(١٥) - أخرجه البخاري في الأشربة، باب: شرب البركة والماء المبارك حديث (٥٦٣٩)، ومسلم في كتاب الإمارة، حديث (١٨٥٦) (٧٤) من طريق الأعمش به.
(١٦) - صحيح البخاري في الأشربة، باب: شرب البركة والماء المبارك، حديث (٥٦٣٩) ومسلم في الإمارة حديث (١٨٥٦) (٧٢) من حديث عمرو بن مرة عن سالم عن جابر.
(١٧) - هذا نص رواية البيهقي في الدلائل (٤/ ٩٧) من طريق قرة بن خالد عن قتادة به. وأخرجه=