قال الإِمام أحمد (٢٥): حدثنا سفيان، حدثنا عمرو: سمعت عكرمة، عن الزبير: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ﴾، قال: بنخلة، ورسول الله ﷺ يصلي العشاء الآخرة، ﴿كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيهِ لِبَدًا﴾، قال سفيان: اللِّبَد: بعضهم على بعض، كاللبد بعضه على بعض. تفرد به أحمد، وسيأتي من رواية ابن جرير، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنهم سبعة من جن نَصِيبين.
وقال الإِمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة (خ). وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه "دلائل النبوة": أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا إسماعيل [][١] القاضي، أخبرنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله ﷺ على الجن ولا رآهم، انطلق رسول الله ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيلَ بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض
(٢٥) - المسند (١/ ١٦٧) وفيه: حدثنا سفيان قال عمرو: وسمعت عكرمة ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيكَ﴾، وقرئ على سفيان: عن الزبير ﴿نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ﴾ قال: بنخلة ورسول الله ﷺ يصلي العشاء الآخرة … الحديث، فذكره ابن كثير هنا عن الزبير وذكر فيه الآية كاملة. أما الهيثمي ﵀ فقد ذكر الحديث في مجمع الزوائد (٧/ ١٣٢) فقال: "عن عكرمة وغيره ﴿نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ﴾ قال بنخلة … رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". كذا وقع في "مجمع الزوائد" فلعل كلمة (الزبير) تحرفت على الناسخ إلى (غيره) والحديث منقطع فإن عكرمة لم يسمع من الزبير، قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند الحديث (١٤٣٥): إني أرجح أن عكرمة لم يسمع من الزبير؛ لأن مولاه إنما أهداه لابن عباس حين ولي البصرة من قبل علي بن أبي طالب سنة ٥٣٦ … وذلك بعد وقعة الجمل ومقتل الزبير يقينًا" والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ١٦) وزاد نسبته لابن أبي حاتم وابن مردويه.