ثانيًا: حديث أنس بن مالك. أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤٤) وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٣١٨)، والبغوي في شرح السنة (٥/ ٢٣) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/ ٤٢٩، وابن أبي الدنيا في الأولياء (١) وزاد السيوطي في الدر المنثور نسبته إلى ابن عساكر في تاريخه، وزاد ابن حجر في الفتح (١١/ ٣٤٢) نسبته إلى البزار وأبي يعلى وزاد الألباني في الصحيحة (٤/ ١٨٩) نسبته إلى محمد بن سليمان الربعي في جزء من حديثه، وزاد الهيثمي في المجمع نسبته إلى الطبراني في الأوسط. كلهم من طريق عمر بن سعيد الدمشقي، والحسن بن يحيى الدمشقي كلاهما عن صدقة بن عبد الله الدمشقي عن هشام الكناني، عن أنس مرفوعًا وهذا إسنادٌ ضعيف جدًّا، صدقة بن عبد الله - وهو أبو معاوية السمين - ضعيف، وشيخه هشام الكناني لا يعرف. وقال ابن الجوزي -كما في العلل المتناهية (١/ ٤٤): "هذا حديث لا يصح ففيه الخشني، قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني: متروك، وأما صدقة فمجروح". أما الخشني وهو الحسن بن يحيى فقد تابعه عمر بن سعيد كما تقدم، والحديث ذكره الهيثمي في المجمع وعزاه للطبراني في الأوسط، وأعله بعمر بن سعيد هذا. وعليه فهذا الحديث لا يصح عن النبي ﷺ فالخشني، وصدقة ضعيفان، وشيخهما ضعيف، وهشام الكناني الراوي عن أنس لم أجد من ترجمه، وقال الشيخ الألباني في الصحيحة: لم أعرفه. وانظر كلام الحافظ ابن رجب الحنبلي على هذا الحديث في أثناء كلامه على شرح حديث: "من عادى لي وليًّا" الحديث الثامن والثلاثون من جامع العلوم والحكم، وانظر الصحيحة (٤/ ١٨٨). (٤٤) - أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره، وعزاه في الدر إلى عبد بن حميد، وابن المنذر من هذا الوجه، وقول عمر: "مطرتم" أي ما دام أن الحال أصبح كما تقولون فسيفي الله ﷿ بوعده وينزل الغيث، وينشر رحمته، ويؤيد هذا المعنى قول عمر كما في الدر المنثور: "مطرتم إذًا".