للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ أي: هذا حاصل لهم، كائن لا محالة، ببشارة الله لهم به.

وقوله: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْرًا إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش [] [١]: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم مالًا تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني، وتذروني أبلغ رسالات ربي، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة.

قال البخاري (١٦): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال [٢]: سمعت طاوسًا عن ابن عباس: أنه سُئِل عن قوله تعالى: ﴿إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد. فقال ابن عباس: عَجِلْتَ، إن النبي لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة [٣]، فقال: إلا أن [تصلوا ما] [٤] بيني وبينكم من القرابة. انفرد به البخاري.

ورواه الإمام أحمد عن يحيى القطان عن شعبة، به. وهكذا روى عامر الشعبي، والضحاك، وعلي بن أبي طلحة، والعوفي، ويوسف بن مهران، وغير واحد، عن ابن عباس، مثله. وبه قال مجاهد، وعكرمة، وقتادة، والسدي، وأبو مالك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغيرهم.

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني (١٧) حدثنا هاشم بن يزيد الطبراني وجعفر القلانسي قالا: حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شريك، عن خُصَيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال لهم رسول الله : "لا أسألكم عليه أجرًا إلا أن تَوَدّوني [٥] في نفسي لقرابتي منكم، وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم".


(١٦) - أخرجه البخاري في التفسير باب: ﴿إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ حديث رقم (٤٨١٨)، وأحمد (١/ ٢٢٩، ٢٨٦)، والترمذي في التفسير باب: "ومن سورة حم عسق" حديث رقم (٣٢٥١)، والنسائي في الكبرى (١١٤٧٤) من طرق عن شعبة به، وقول المصنف: "انفرد به البخاري" غير صحيح، فقد رأيت أن الترمذي أخرجه، وكذلك النسائي في الكبرى.
(١٧) - أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١٢٢٣٣) من هذه الطريق، وأخرجه في الأوسط عن جعفر بن محمد القلانسي -وحده- به، ثم أعاده في الكبير (١١/ ١٢٢٣٨) من طريق آخر عن سعيد بن جبير، والحديث عزاه السيوطي في الدر إلى ابن أبي حاتم في تفسيره، وابن مردويه.