للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحيح مسلم: "إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملَك: أمين، ولك بمثل [١] " (١٦).

وقد قال الإِمام أحمد (١٧): حدَّثنا عبد الله بن محمد -هو ابن أبي شيبة - حدَّثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس؛ أن رسول الله صدق أمية في شيء من شعره فقال:

رَجُلٌ [٢] وَثَورٌ تَحْتَ رِجْل يَمينه … وَالنَّسْرُ [٣] للأُخْرَى، وَلَيثٌ مُرْصَدُ

فقال رسول الله : "صدق"، فقال:

وَالشمسُ تَطلعُ كلّ آخر لَيلَةٍ … حَمراءَ يُصبحُ لَونُها يَتَوَرَّدُ [٤]

تأبى فما تطلع لنا في رسلها … إلَّا معذبة وإلا تجلد

فقال النبي : "صدق". وهذا إسناد جيد. وهو يقتضي أن حملة العرش اليوم أربعة، فإذا كان هم القيامة [كانوا ثمانية] [٥]، كما قال تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾.

وهنا سؤال، وهو أن يقال: ما الجمع بين المفهوم من هذه الآية ودلالة هذا الحديث؟ وبين الحديث الذي رواه أَبو داود (١٨):


(١٦) - رواه مسلم، كتاب: الذكر والدعاء، باب: فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب (٨٥، ٨٦، ٨٧) (٢٧٣٢، ٢٧٣٣) من حديث أبي الدرداء.
(١٧) - " المسند" (١/ ٢٥٦) (رقم: ٢٣١٤) وكلا رواه عبد الله بن أحمد عن عبد الله بن محمد به. وكذا رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (١ / رقم: ٥٧٩) وأَبو يعلى في "مسنده" (٤/ ٢٤٨٢) عن ابن أبي شيبة به - مقرونًا به عبد الله بن عمر بن أبان عند أبي يعلى - ورواه الدارمي (٢٧٠٦) وابن خزيمة في "التوحيد" (١/ ١١١ / ص ٢٠٤) من طريق محمد بن عيسى، ثنا عبدة به، ورواه ابن خزيمة (١/ ١١١ / ص ٢٠٢، ٢٠٣) وعبد الله بن أحمد (٢/ ١١٦٩)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٢/ ٧٧١) من طرق عن محمد بن إسحاق به والحديث ذكره المصنف في "البداية والنهاية" (١/ ١٣) وقال: "حديث صحيح الإسناد، رجاله ثقات، وجوَّد إسناده ها هنا، وأعلّه الهيثمي في "المجمع" (٨/ ١٣٠) ومن بعده أَبو عبد الرحمن الألباني في "تحقيق السنة" بعنعنة ابن إسحاق، غير أنَّه متابع فقد رواه ابن خزيمة (١ / رقم: ١١٣) ثنا أَبو هشام زياد بن أيوب ثنا إسماعيل بن علية ثنا عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن ابن عبَّاس فذكر القصة، وهذا إسناد صحيح والله الموفق.
(١٨) - " السنن" لأبي داود، كتاب: السنة، باب: الجهمية (٤٧٢٣) - ومن طريق البيهقي في "الأسماء والصفات" (٢/ ٨٤٧) - ورواه أحمد (١/ ٢٠٧) وابن ماجة في "السنن" (١٩٣)، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٢٨٤) واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (٣/ ٦٥١) من طريق محمد بن الصباح به ورواه =