للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الصبح وهو خلفه، فقرأ فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: "لو رأيتموني وإبليس، فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه حتى وجدت بَردَ لعابه بين إصبعي هاتين -الإبهام والتي تليها- ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح [١]، مربوطًا بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل".

[وقد روى أبو داود منه (٢٨): " من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل"] [٢]، عن أحمد بن أبي سُرَيج، عن أبي أحمد الزبيري، به.

وقال الإمام أحمد (٢٩): حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري، حدثنا الأوزاعي، حدثني ربيعة بن يزيد [٣]، عن [٤] عبد الله الديلمي قال: دخلت علي عبد الله بن عمرو، وهو في حائط له بالطائف يقال له "الوهط"، وهو مُخَاصر فتى من قريش يُزَن بِشُرب الخمر، فقلت: بلغني عنك حديث أنه من شرب شربة خَمر لم يقبل الله ﷿ له توبَةً أربعين صباحًا، وإن الشقي من شقي في بطن أمه، وإنه من أتى بيت المقدس لا يَنْهَزه إلا الصلاة فيه، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، فلما سمع الفتى ذكر الخمر اجتذب يده من يده، ثم انطلق، فقال عبد الله بن عمرو: إني لا أحل لأحد أن يقول عَلَيّ ما لم أقل، سمعت رسول الله يقول: "من شرب من الخمر شربة، لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا، [فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه. فإن عاد] [٥] قال: فلا أدري في الثالثة [٦] أو الرابعة- فإن عاد كان حقًّا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة".

قال: وسمعت رسول اللَّه يقول: "إن الله خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من دوره يومئذ اهتدى، ومن أخطأه ضل، فكذلك أقول: جف القلم علي علم الله ﷿".

وسمعت رسول الله يقول: "إن سليمان سأل الله تعالى ثلاثًا، فأعطاه اثنتين، ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة: سأله حكمًا يصادف حكمه، فأعطاه إياه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه إياه، وسأله: أيّما رجل خرج من بيته لا يريد


(٢٨) - سنن أبي داود في الصلاة، باب: ما يؤمر المصلي أن يدرأ عن الممر بين يديه، حديث (٦٩٩).
(٢٩) - المسند (٢/ ١٧٦)، وانظر التالي.