للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتجاوز عن سيئاتهم، إن كان لهم سيئات، ويجزون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، إلى ما يشاء الله من التضعيف.

وقوله: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ﴾، قال قتادة، والسدي: يعني الجنة. ثم فسره بقوله تعالى: ﴿فواكه﴾ أي: متنوعة ﴿وهم مكرمون﴾ أي: يخدمون ويرفهون وينعمون، ﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾، قال مجاهد: لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض.

وقال ابن أبي حاتم (١٧): حدثنا يحيى بن عبدك القزويني، حدثنا حسان بن حسان، حدثنا إبراهيم بن بشر، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا إبراهيم القرشي، عن سعيد [١] بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله فتلا هذه الآية: ﴿عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾: "ينظر بعضهم إلي بعض". حديث غريب.

وقوله: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ﴾، كما قال في الآية الأخرى: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ﴾ فنزه الله خمر الآخرة عن الآفات التي في خمر الدنيا من صداع الرأس ووجع البطن -وهو الغول- وذهابها بالعقل جملة، فقال هاهنا: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾ أي: بخمر من أنهار جارية، لا يخافون انقطاعها ولا فراغها.


(١٧) - إسناده مسلسل بالمجاهيل. وتقدم عند المصنف (سورة الحجر / آية ٤٧) كما هنا، وقد رواه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٣٨٦) وفي الصغير (١/ ٢٥٠) ثنا حسان بن حسان به. وهو جزء من حديث المؤاخاة الطويل وقد قال البخاري: هذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض، رواه بعضهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى، عن النبي ولا أصل له. وزيد بن أبي أوفى أخو عبد الله بن أبي أوفى صحابي لا يعرف إلا في هذا الحديث، ورجاله من إبراهيم بن بشر إلى سعيد بن شرحبيل جهلهم أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (٤/ ٣٣). ويحيى بن معين في هذا الإسناد هو المدني مجهول، وهو غير يحيى بن معين أبي زكريا البغدادي إمام الجرح والتعديل. وأفاد محقق التاريخ الكبير أن هذا الاسم محرف، وصوابه: يحيى بن معن وهو محتمل بل يحتمل التحريف في الاسم كله، فقد رواه عبد الله بن محمد البغوي (؟؟) - ومن طريقه ابن عدي في الكامل (٥/ ١٩٨٤، ١٩٨٥) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٧/ ٤١٢ / مخطوط) ومن طريق ابن عدي أبو الفرج بن الجوزي في العلل المتناهية (١ / رقم ٣٤٤). وابن جرير كما في السير لأبي عبد الله الذهبي (١/ ١٤١، ١٤٢) من طريق حسين بن محمد الزراع نا عبد المؤمن بن عباد نا يزيد بن معن عن عبد الله شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى به، قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله قال أبو حاتم الرازي: عبد المؤمن ضعيف، فقد رواه نصر بن علي، عن ابن شرحبيل، عن رجل، عن يزيد، ولعل ذلك الرجل غير ثقة فقد أسقطه عبد المؤمن، ومن طريق نصر بن علي عن عبد المؤمن عن يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى به رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني =