للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الزبيري، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: كانت منازل الأنصار متباعدة من المسجد فأرادوا أن ينتقلوا إلى المسجد، فنزلت: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ ". فقالوا: نثبت مكاننا. هكذا رواه، وليس فيه شيء مرفوع.

ورواه الطبراني (١٧) عن عبد اللَّه بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، عن سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد؛ فأرادوا أن يتحولوا إلى المسجد، فنزلت: ﴿وَنَكْتُبُ [١] مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾، فثبتوا في منازلهم.

(الحديث الرابع) قال الإمام أحمد (١٨): حدثنا حسن، حدثنا ابن لَهيعة، حدثني حُيَي بن عبد اللَّه، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد اللَّه بن عمرو؛ قال: توفي رجل بالمدينة، فصلى عليه النبي ، وقال: "يا ليته مات في غير مولده فقال رجل من الناس: ولم يا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه : "إن الرجل إذا توفي في غير مولده، قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة".

ورواه النسائي عن يونس بن عبد الأعلى، وابن ماجة عن حرملة، كلاهما عن ابن وهب، عن حيي بن عبد اللَّه به.

وقال ابن جرير (١٩): حدثنا ابن حميد، حدثنا أبو تميلة، حدثنا الحسين، عن ثابت، قال: مشيت مع أنس فأسرعتُ المشي، فأخذ بيدي فمشينا رويدًا، فلما قضينا الصلاة؛ قال أنس: مشيت مع زيد بن ثابت فأسرعت المشي؛ فقال: يا أنس، أما شَعرتَ أن الآثار تكتب؟ أما شَعرت أن الآثار تكتب؟.

وهذا القول لا تنافي بينه وبين الأول، بل في هذا تنبيه ودلالة على ذلك بطريق الأولى والأحرى، فإنه إذا كانت هذه الآثار تُكتَب، فَلأنْ تُكْتَبَ تلك التي فيها قُدوة بِهم من خير أو شر بطريق الأولى، واللَّه أعلم.

وقوله: ﴿وَكُلَّ شَيءٍ أَحْصَينَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾، أي: جميع الكائنات مكتوب في كتاب


(١٧) - المعجم الكبير (١٢٣١٠)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٩٩): رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.
(١٨) - المسند (٢/ ٧٧)، وأخرجه النسائي في الجنائز، باب: الموت بغير مولده (٤/ ٧)، وابن ماجة في الجنائز، باب: ما جاء فيمن مات غريبًا، حديث (١٦١٤) من طريق ابن وهب عن حُيي بن عبد الله به.
(١٩) - تفسير الطبري (٢٢/ ١٥٤).