للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عوف الأعرابي: حدثنا عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: حدثنا كعب الأحبار؛ قال: إن الظالم لنفسه من هذه الأمة، والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم في الجنة، ألم تر أن الله تعالى قال [١]: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَينَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾ … إلى قوله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ﴾، قال: فهؤلاء أهل النار.

رواه ابن جرير من طرق، عن عوف به (٢٧). ثم قال:

حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، أخبرنا حميد، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه أن ابن عباس سأل كعبًا عن قوله: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَينَا مِنْ عِبَادِنَا﴾، إلى قوله: ﴿بِإِذْنِ اللَّهِ﴾، فقال [٢]: تماسَّت مناكبهم ورَبّ كعب، ثم أعطوا الفضل بأعمالهم (٢٨).

ثم قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا الحكم بن بشير، حدثنا عمرو [٣] بن قيس، عن أبي إسحاق السبيعي في هذه الآية: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَينَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ … الآية، قال أبو إسحاق: أما ما سمعت منذ ستين سنة فكلهم ناج (٢٩).

ثم قال: حدثنا ابن حميد، حدثنا الحكم، حدثنا عمرو، عن [٤] محمد بن الحنفية؛ قال: إنها أمة مرحومة، الظالم مغفور له، والمقتصد في الجنان عند الله، والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله (٣٠).

ورواه الثوري، عن إسماعيل بن سميع، عن رجل، عن محمد بن الحنفية بنحوه.

وقال أبو الجارود: سألت محمد بن علي -يعني الباقر- عن قوله: ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾، فقال: هو الذي خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا.

فهذا ما تيسر من إيراد الأحاديث والآثار المتعلقة بهذا المقام. وإذا تقرر هذا فإن الآية عامة في جميع الأقسام الثلاثة من هذه الأمة، فالعلماء أغبط الناس بهذه النعمة، وأولى الناس بهذه


(٢٧) - ابن جرير (٢٢/ ١٣٤).
(٢٨) - ابن جرير (٢٢/ ١٣٤).
(٢٩) - ابن جرير (٢٢/ ١٣٤).
(٣٠) - ابن جرير (٢٢/ ١٣٥).