للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني بذلك: قيام الليل] [١]. وعن أنس، وعكرمة، ومحمد بن المنكدر، وأبي حازم، وقتادة: هو الصلاة بين العشاءين. وعن أنس أيضًا: هو انتظار صلاة العتمة. رواه ابن جرير بإسناد جيد.

وقال الضحاك: هو صلاة العشاء في جماعة، وصلاة الغداة في جماعة.

﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾، أي: خوفًا من وبال عقابه، وطمعًا في جزيل ثوابه. ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾، فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية، ومقدم هؤلاء، وسيدهم، وفخرهم في الدنيا والآخرة رسول الله، ، كما قال عبد الله بن رواحة :

وَفينا رَسُولُ الله يَتْلُو كتَابَه … إذَا انشَقّ مَعْرُوفٌ مِنَ الصُّبْح سَاطعُ [٢]

[أرَانا الهُدَى بَعْدَ العَمَى، فَقُلُوبُنَا … به مُوقناتٌ أن مَا قَال واقِعُ] [٣]

يَبيتُ يُجَافي جَنْبه عَنْ فرَاشه … إذَا اسْتَثْقَلَتْ بالْمشْركين المضَاجعُ

وقال الإِمام أحمد (٨): حدثنا روح وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عطاء بن السائب، عن مُرّة الهمداني، عن ابن مسعود، عن النبي، ، قال: "عجب ربنا من رجلين: رجل ثار من وطَائه ولحافه، من بين أهله وحيِّه إلى صلاته، [فيقول ربنا: أيا ملائكتي، انظروا إلى عبدي، ثار من فراشه ووطائه، ومن بين حيه وأهله إلى صلاته] [٤]، رغبةً فيما عندي، وشفقة مما عندي. ورجل غزا في سبيل الله ﷿ فانهزموا، فعلم ما عليه من الفرار، وما له في الرجوع، فرجع حتى أهريق دمه، رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي. فيقول الله ﷿ للملائكة: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي، ورهبة مما عندي، حتى أهريق دمه". وهكذا رواه أبو داود في الجهاد، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به بنحوه.

وقال الإمام أحمد (٩): حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل قال: كنت مع النبي، ، في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه، ونحن نسير، فقلت: يا رسول [٥] الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة


(٨) المسند (١/ ٤١٦)، وسنن أبي داود برقم (٥٢٣٦).
(٩) المسند (٥/ ٢٣١) وأخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب: ما جاء في حرمة الصلاة (٥/ ١١، ١٢ / رقم: ٢٦١٦). وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في الكبرى في كتاب التفسير، باب: قوله=