للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصباح، حدثنا أبو عبيدة الحداد، حدثنا الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج المكي، عن عطاء، عن أبي هريرة: أن رسول الله، ، أخذ بيدي فقال: "إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش في اليوم السابع، فخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والمكروه يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر، وخلقه من أديم الأرض، بأحمرها وأسودها، وطيبها وخبيثها، من أجل [ذلك جعل] [١] الله من بني [٢] آدم [الخبيث والطيب] ".

هكذا أورد هذا الحديث إسنادًا ومتنًا. وقد أخرج مسلم والنسائي أيضًا (٤) من حديث الحجاج بن محمد الأعور، عن ابن جُرَيج، عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله ابن رافع، عن أبي هريرة، عن النبي، ، بنحو من هذا السياق.

وقد علله البخاري في كتاب "التاريخ الكبير" (٥) فقال: وقال بعضهم: أبو هريرة عن كعب الأحبار- وهو أصح. وكذا علله غير واحد من الحفاظ، والله أعلم.

وقوله: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيهِ﴾، أي: يتنزل أمره من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرض السابعة، [كما] [٣] قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَينَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمًا﴾ وترفع الأعمال إلى ديوانها فوق سماء الدنيا، ومسافة ما بينها وبين الأرض مسيرة [٤] خمسمائة سنة، وسمك السماء خمسمائة سنة.

وقال مجاهد، وقتادة، والضحاك: النزول من الملك في مسيرة خمسمائة عام، وصعوده في مسيرة [٥] خمسمائة عام، ولكنه يقطعها في طرفة عين، ولهذا قال تعالى: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾.

﴿ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيبِ وَالشَّهَادَةِ﴾، أي: المدبر لهذه الأمور، الذي هو شهيد على أعمال عباده، رفع إليه جليلها وحقيرها، وصغيرها وكبيرها -هو ﴿الْعَزِيزُ﴾ الذي قد عَز كل شيء


(٤) صحيح مسلم برقم (٢٧٨٩)، والنسائي في السنن الكبرى برقم (١١٠١٠).
(٥) - التاريخ الكبير للبخاري (١/ ٤١٣، ٤١٤) وممن أعله من الحفاظ ابن المديني كما نقل ذلك البيهقي في الأسماء والصفات ص (٢٧٥)، وقد رد ذلك الشيخ ناصر الألباني في صحيحته يرقم (١٨٣٣)، والحديث يحتاج إلى بحث، والله أعلم.