وقال الحكم بن أبان: عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄: ﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ قال: إلي يوم القيامة. ورواه مالك، عن الزهري.
وقال الثوري عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾: إلي الموت، ولهذا طرق عن ابن عباس ﵄ وفي بعضها: لرادك إلى معدنك من الجنة.
وقال مجاهد: يحييك يوم القيامة. وكذا روي عن عكرمة، وعطاء، وسعيد بن جبير، وأدي قَزْعَة، وأدي مالك، وأبي صالح. وقال الحسن البصري: أي والله، إن له لمعادًا يبعثه [١] الله يوم القيامة ثم يدخله الجنة.
وقد روي عن ابن عباس غير ذلك، كما قال البخاري في التفسير من صحيحه:
حدثنا محمد بن مقاتل، أنبأنا [٢] يعلى، حدثنا سفيان العُصفُري، عن عكرمة، عن ابن عباس: ﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾، قال: إلي مكة.
وهكذا رواه النسائي (٤٣) في تفسير سننه، وابن جرير من حديث يعلى - وهو ابن عبيد الطنافسي - به. وهكذا روي العَوفي، عن ابن عباس: ﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾، أي: لرادك إلي مكة كما أخرجك منها. وقال محمد بن إسحاق عن مجاهد في قوله: ﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾: إلي مولدك بمكة.
قال ابن أبي حاتم: وقد روي عن ابن عباس، ويحي بن الجزار، وسعيد بن جبير، وعطية، والضحاك، نحو ذلك.
[وحدثنا أبي، حدثنا ابن أبي عمر، قال: قال سفيان: وسمعناه من مقاتل منذ سبعين سنة عن الضحاك][٣]، قال: لما خرج النبي ﷺ من مكة فبلغ الجُحفة اشتاق إلي مكة فأنزل الله عليه: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ إلي مكة.
وهذا من كلام الضحاك يقتضي أن هذه الآية مدنية وإن كان مجموع السورة مكيًّا، والله أعلم.
وقد قال عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن قتادة، في قوله: ﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾، قال: هذه مما كان [ابن عباس][٤] يكتمها، وقد روي ابن أبي حاتم بسنده عن نعيم القارئ [٥] أنه
(٤٣) النسائي في السنن الكبرى برقم (١١٣٨٦)، وتفسير الطبري (٢٠/ ٨٠).