للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا أيضًا نداء علي سبيل التقريع والتوبيخ لمن عبد مع الله إلهًا آخر يناديهم الرب علي رءوس الأشهاد فيقول: ﴿أَينَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾. أي: في الدار الدنيا.

﴿وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا﴾ قال مجاهد: يعني رسولًا ﴿فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ﴾ أي: علي صحة ما ادعيتموه من أن لله شركاء، ﴿فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ﴾ أي: لا إله غيره، أي: فلم ينطقوا ولم [١]، يحيروا جوابًا، ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾. أي: ذهبوا فلم ينفعوهم [٢].

﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيهِمْ وَآتَينَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَال لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٧٧)

قال الأعمش: عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: ﴿إن قارون كان من قوم موسى﴾، [] [٣]: كان ابن عمه. وهكذا قال إبراهيم النخعي، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وسماك بن حرب، وقتادة ومالك بن دينار، وابن جريج، وغيرهم: إنه كان ابن عم [٤] موسى .

قال ابن جريج: هو قارون بن [يصهر بن قاهث] [٥]، وموسي بن عمران بن قاهث.

وزعم محمد بن إسحاق بن يسار: أن قارون كان عم موسى .

قال ابن جرير: وأكثر أهل العلم علي أنه كان ابن عمه، والله أعلم.

وقال قتادة بن دعامة: كنا نُحدّث أنه كان ابن عم موسى، وكان يسمي المنوّر لحسن صوته بالتوراة، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري، فأهلكه البغي لكثرة ماله.


[١]- في ز، خ: "ولا".
[٢]- في ز، خ: "ينفعهم".
[٣]- ما بين المعكوفين في ت: "قال".
[٤]- في ز: "عمه".
[٥]- ما بين المعكوفتين في خ، ز: "يعمر بن فاهت"، وفي ز: "يعهر بن قاهت".