للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عائشة، أما اللَّه ﷿ فقد برأك" قالت [١]: فقالت لي أمي: ترمي إليه، فقلت: واللَّه لا أقوم إليه ولا أحمد إلا اللَّه ﷿ هو الذي أنزل براءتي وأنزل اللَّه ﷿ ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ [العشر الآيات كلها، فلما أنزل اللَّه هذا في] [٢] براءتي، قالت: فقال [٣] أبو بكر وكان ينفق على مسطح [بن أثاثة] [٤] لقرابته منه وفقره-: واللَّه لا أنفق عليه شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة. فأنزل اللَّه تعالى ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى﴾ - إلى قوله [٥]- ﴿أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ فقال أبو بكر: بلى [٦] واللَّه إني لأحب أن يغفر اللَّه لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: واللَّه [٧] لا أنزعها منه أبدًا.

قالت عائشة: وكان رسول اللَّه يسأل زينب بنت جحش زوج النبي عن أمري [٨]، ما [٩] علمت أو ما [١٠] رأيت؟ " فقالت: يا رسول اللَّه؛ أحمي سمعي وبصري، واللَّه ما علمت إلا خيرًا. قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي فعصمها اللَّه تعالى بالورع، وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك. قال ابن شهاب: فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط.

أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (٣٨) من حديث الزهري.

وهكذا رواه ابن إسحاق عن الزهري كذلك قال: وحدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة وحدثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن عمرة عن عائشة بنحو ما تقدم، واللَّه أعلم.

ثم قال البخاري (٣٩)، وقال أبو أسامة، عن هشام بن عروة قال [١١]: أخبرني أبي عن عائشة قالت: لما ذكر من شأني الذي ذكر وما علمت به. قام رسول اللَّه


(٣٨) - رواه البخاري في الشهادات (٢٦٦١)، وفي التفسير (٤٧٥٠)، ومسلم في كتاب التوبة (٢٧٧٠).
(٣٩) - صحيح البخاري، كتاب التفسير حديث (٤٧٥٧).