للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾، قال: عثمان وأصحابه.

ورواه ابن أبي حاتم أيضًا، ورواه ابن جرير من حديث يوسف بن سعد -وليس بابن ماهك- عن محمد بن حاطب، عن عليّ، فذكره، ولفظه: عثمان منهم.

وقال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾: فأولئك أولياء الله، يمرون على الصراط مرًّا هو أسرع من البرق، ويبقى الكفار فيها جثيًّا.

فهذا مطابق لما ذكرناه. وقال آخرون: بل نزلت استثناء من المعبودين، وخرج منهم عزيز والمسيح، كما قال حجاج بن محمد الأعور عن [ابن] [١] جريج وعثمان بن عطاء، عن عطاء، عن ابن عباس: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ ثم استثنى فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾، فيقال: هم الملائكة وعيسى، ونحو ذلك مما يعبد من دون الله ﷿. وكذا قال عكرمة والحسن وابن جريج.

وقال الضحاك: عن ابن عباس في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾، قال: نزلت في عيسى بن مريم وعزير .

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة، حدثنا أبو زهير، حدثنا سعد بن طريف، عن الأصبغ، عن عليّ في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾، قال: كل شيء يعبد من دون الله في النار إلا الشمس والقمر وعيسى ابن مريم. إسناده ضعيف.

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: ﴿أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ قال: عيسى وعزير والملائكة.

وقال الضحاك: عيسى ومريم والملائكة والشمس والقمر. وكذا روى عن سعيد بن جبير وأبي صالح وغير واحد. وقد روى ابن أبي حاتم (٥٧) في ذلك حديثًا غريبًا جدًّا فقال: حدثنا الفضل بن يعقوب [الرُّخّامي]، حدثنا سعيد بن [مسلمة] [٢] بن عبد الملك، حدثنا ليث بن أبي سليم، عن مغيث، عن أبي هريرة، عن النبي في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى [أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ] [٣]﴾، قال: "عيسى وعزير والملائكة". وذكر بعضهم قصة ابن الزبعرى ومناظرة المشركين.


(٥٧) في إسناده سعيد بن مسلمة وشيخه ليث بن أبي سليم وهما ضعيفان.