للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد.

﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ﴾، أي: ليس بذليل فيحتاج أن يكون له ولي أو وزير أو مشير؛ بل هو تعالى خالق الأشياء وحده، لا شريك له، ومدبرها ومقدرها بمشيئته وحده لا شريك له.

قال مجاهد في قوله: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ﴾: لم يخالف أحدًا ولا ينبغي [١] نصر أحد.

﴿وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ أي: عظّمه وأجلَّه عمّا يقول الظالمون المعتدون علوًّا كبيرًا.

قال ابن جرير (٢٩٤): حدثني، يونس، أنبأنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن القرظي: أنه كان يقول في هذه الآية: ﴿وَقُلِ [٢] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا﴾ الآية. قال: إن اليهود والنصارى قالوا: اتخذ اللَّه ولدَّا، وقال العرب: لبَّيك لبيك [٣] لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك، وقال الصابئون والمجوس: لولا أولياء اللَّه لذل، فأنزل اللَّه هذه الآية: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾.

وقال أيضًا (٢٩٥): حدثنا بشر، [حدثنا يزيد] [٤] حدثنا سعيد، عن قتادة: ذكر لنا أن النبي كان يعلم أهله هذه الآية [٥]: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ الصغير من أهله والكبير.

قلت: وقد جاء في حديث أن رسول اللَّه سماها آية العز (٢٩٦)،


(٢٩٤) - أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٥/ ١٨٩) وأبو صخر هو حميد بن زياد المدني صدوق بهم كما في "التقريب".
(٢٩٥) - وأخرجه ابن جرير في تفسيره (١٥/ ١٨٩). أخرج ابن أبي شيبة في المصنف -كتاب فضائل القرآن: باب: في الصبيان متى يتعلمون القرآن (٧/ ٢٠٢) حدثنا ابن عيينة عن عبد الكريم عن عمرو بن شعيب قال: كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب علمه النبي هذه الآية سبعًا.
(٢٩٦) - أخرجه أحمد (٣/ ٤٣٩، ٤٣٩، ٤٤٠)، والطبراني في الكبير (٤٢٩) (٢٠/ ١٩٢). من =